الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين

الثلاثاء, ٢١ يونيو ٢٠٢٢ / ١١:١٥ ص

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكريم،

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين تلك المنصة الأفريقية التي تثبت يومًا بعد يوم منذ إطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام ٢٠١٩ أنها محفل أفريقي فعال وجامع نناقش فيه معًا مختلف التهديدات والتحديات التي تواجه القارة ونسعى من خلاله إلى بلورة رؤية مشتركة توثق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامة وتعزز التعاون فيما بيننا ومع مختلف الشركاء الدوليين.

ينعقد المنتدى هذا العام في توقيت بالغ الدقة يعاني فيه المجتمع الدولي من توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والتنموية والتي تنعكس آثارها كذلك على بلداننا الأفريقية لاسيما على الأمن الغذائي وأمن الطاقة لتضاف بذلك إلى جملة التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن جائحة "كورونا" والتي ما تزال دولنا تعاني مـن آثارها السلبية الأمر الذي يضع على عاتقنا مسئولية تضافر الجهود المشتركة، لمجابهة هذه التحديات وتعزيز قدرتنا على الصمود، للعبور بقارتنا إلى بر الأمان.

وأود في هذا السياق، تسليط الضوء بشكل خاص، على أزمة الغذاء التي تشهدها القارة الأفريقية حاليًا لما قد تحدثه من تداعيات خطيرة على سلامة واستقرار مجتمعاتنا الأمر الذي يتطلب اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة والفعالة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي لدعم الدول الأفريقية في احتواء آثارها وذلك من خلال تنويع مصادر الغذاء، وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة إضافة إلى اتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على الأمن الغذائي من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة، في مجال الزراعة للدول الأفريقية فضلًا عن تكثيف جهودنا، من أجل زيادة إنتاجنا من المحاصيل الزراعية سعيًا للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

وإن التركيز على زيادة القدرة على الصمود، في مجال الغذاء والأمن الغذائي هذا العام إنما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دولنا، لتحديات الأمن الغذائي ويضعنا أمام مسئولية توفير الغذاء لسكان قارتنا الأفريقية في ظل تحديات متصلة بالشح المائي، وارتفاع الأسعار وهو ما يتطلب منا إيجاد حلول سريعة لتجاوز تلك الأزمة العالمية.

 السيدات والسادة،

إنه من الضروري كذلك في خضم تلك الأزمات المتوالية ألا ننسى التحديات الأخرى التي مازلنا نواجهها في قارتنا وفى مقدمتها، استقرار حالة السلم والأمن وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها فضلًا عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الأفريقية من انتشار الإرهاب، وما يرتبط به من ظواهر لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.

 إن تلك التحديات، تدفعنا لتعزيز التكاتف الأفريقي المشترك عبر عدد من المبادرات، التي تهدف إلى إيجاد حلول فعالة ومبتكرة تتيح لنا تجاوز صعوبة الظروف الحالية والتي ينبغي علينا المضي قدمًا، نحو وضعها موضع التنفيذ عبر آليات فعالة وأهداف طموحة تحقق تطلعات شعوب القارة.

وفى هذا الإطار، حرصت مصر على إنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب وذلك لخدمة شعوب المنطقة لمواجهة التبعات السلبية لهذه الظاهرة كما تسعى لبناء قدرات المؤسسات الأفريقية في المناطق المتضررة خاصة منطقة الساحل من خلال تقديم الدورات التدريبية، للقوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الأفريقية وذلك بالإضافة إلى إطلاق مصر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات للقيام بدور فعال، لإعداد البرامج والأنشطة اللازمة لدعم الدول الخارجة من النزاعات وتكريس الاستقرار والأمن والتنمية بها والحيلولة دون عودتها لمرحلة الصراع مجددًا.

السيدات والسادة،

يتزامن انعقاد النسخة الثالثة من المنتدى مع قرب استضافة مصر، للدورة السابعة والعشرين لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ حيث ستمثل مناقشاتكم خلال اليومين القادمين فرصة مهمة لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به تغير المناخ، في مضاعفة تحديات السلم والأمن في أفريقيا لاسيما أن قارتنا تعد الأكثر عرضة لآثاره السلبية خاصة فيما يتعلق بمشكلات التصحـر ونـدرة الميـاه والموارد الطـبيعيــة وما يرتبـط بذلك، من تقويض لجهـود التنميـة إضافةً إلى العواقب الخاصة باستغلال الجماعات الإرهابية للسيطرة على موارد القارة الأمر الذي يتطلب الإسراع في تنفيذ التعهدات والالتزامات الدولية تجاه قارتنا الخاصة بالتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، ومضاعفة التمويل الدولي المخصص له وتعزيز القدرة على الصمود والتي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر وفعال في جهود بناء السلام وضمان استدامته.

السيدات والسادة،

لعلى انعقاد منتدى أسوان هذا العام يوفر فرصة مهمة للاستمرار في إيصال صوت القارة الأفريقية، إلى جميع الشركاء والفاعلين على الصعيد الدولي والدفع نحو أن تظل قضاياها تحتل مرتبة متقدمة على سلم أولويات المجتمع الدولي في توقيت دولي بالغ التعقيد تتبدل فيه الأولويات والانشغالات ارتباطًا بالمتغيرات المتلاحقة التي يشهدها واقعنا اليوم والذي لا ينبغي أن يتراجع فيه الاهتمام بقضايا قارتنا وضرورة التكاتف من أجل أن تظل حاضرة، على مختلف الأصعدة الدولية.

ولا يفوتني كذلك، التأكيد على أن تعزيز دور المرأة في السلم والأمن في أفريقيا فضلًا عن الاستفادة من طاقات الشباب ورؤاهم نحو صنع مستقبل دولنا يظل ركيزة أساسية ينبغي التمسك بها في مجابهة الأزمات المتلاحقة والتحديات المتشابكة فهم أكثر الفئات تأثرًا بها والأقدر على دعم استراتيجياتنا للأمن والاستقرار، اللازمين لتحقيق التنمية المستدامة.

وختامًا، فإنه على الرغم من الجهد الحقيقي المبذول والإنجازات التي حققناها معًا في أفريقيا، خلال الفترة الماضية إلا أن الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم تظل تؤكد على أن الطريق ما يزال طويلًا لتحقيق آمال شعوبنا وهو ما يتطلب منا جميعًا التكاتف، ومواصلة العمل دون كلل مع التحلي بالمسئولية وبعزيمة صلبة، لا نحيد بها عن الهدف وإيمان راسخ بأننا قادرون معًا على تخطي تلك الصعاب نحو مستقبل أفضل لقارتنا الأفريقية.

وإنني على ثقة في أن مداولاتكم خلال أعمال المنتدى سوف تشكل إسهامًا رفيعًا ومقدرًا نحو صياغة وبلورة رؤى محددة تعزز جهودنا المشتركة وتضئ الطريق نحو مستقبل أفضل للجميع معربًا عن تطلعي إلى نتائج تلك المداولات عقب انتهاء أعمال المنتدى.

شكرًا لكم على حسن الاستماع 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

Icon
Icon
Icon
كلمات السيد الرئيس ٢١ يونيو ٢٠٢٢

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين

الثلاثاء, ٢١ يونيو ٢٠٢٢ / ١١:١٥ ص

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكريم،

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين تلك المنصة الأفريقية التي تثبت يومًا بعد يوم منذ إطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام ٢٠١٩ أنها محفل أفريقي فعال وجامع نناقش فيه معًا مختلف التهديدات والتحديات التي تواجه القارة ونسعى من خلاله إلى بلورة رؤية مشتركة توثق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامة وتعزز التعاون فيما بيننا ومع مختلف الشركاء الدوليين.

ينعقد المنتدى هذا العام في توقيت بالغ الدقة يعاني فيه المجتمع الدولي من توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والتنموية والتي تنعكس آثارها كذلك على بلداننا الأفريقية لاسيما على الأمن الغذائي وأمن الطاقة لتضاف بذلك إلى جملة التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن جائحة "كورونا" والتي ما تزال دولنا تعاني مـن آثارها السلبية الأمر الذي يضع على عاتقنا مسئولية تضافر الجهود المشتركة، لمجابهة هذه التحديات وتعزيز قدرتنا على الصمود، للعبور بقارتنا إلى بر الأمان.

وأود في هذا السياق، تسليط الضوء بشكل خاص، على أزمة الغذاء التي تشهدها القارة الأفريقية حاليًا لما قد تحدثه من تداعيات خطيرة على سلامة واستقرار مجتمعاتنا الأمر الذي يتطلب اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة والفعالة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي لدعم الدول الأفريقية في احتواء آثارها وذلك من خلال تنويع مصادر الغذاء، وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة إضافة إلى اتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على الأمن الغذائي من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة، في مجال الزراعة للدول الأفريقية فضلًا عن تكثيف جهودنا، من أجل زيادة إنتاجنا من المحاصيل الزراعية سعيًا للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

وإن التركيز على زيادة القدرة على الصمود، في مجال الغذاء والأمن الغذائي هذا العام إنما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دولنا، لتحديات الأمن الغذائي ويضعنا أمام مسئولية توفير الغذاء لسكان قارتنا الأفريقية في ظل تحديات متصلة بالشح المائي، وارتفاع الأسعار وهو ما يتطلب منا إيجاد حلول سريعة لتجاوز تلك الأزمة العالمية.

 السيدات والسادة،

إنه من الضروري كذلك في خضم تلك الأزمات المتوالية ألا ننسى التحديات الأخرى التي مازلنا نواجهها في قارتنا وفى مقدمتها، استقرار حالة السلم والأمن وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها فضلًا عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الأفريقية من انتشار الإرهاب، وما يرتبط به من ظواهر لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.

 إن تلك التحديات، تدفعنا لتعزيز التكاتف الأفريقي المشترك عبر عدد من المبادرات، التي تهدف إلى إيجاد حلول فعالة ومبتكرة تتيح لنا تجاوز صعوبة الظروف الحالية والتي ينبغي علينا المضي قدمًا، نحو وضعها موضع التنفيذ عبر آليات فعالة وأهداف طموحة تحقق تطلعات شعوب القارة.

وفى هذا الإطار، حرصت مصر على إنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب وذلك لخدمة شعوب المنطقة لمواجهة التبعات السلبية لهذه الظاهرة كما تسعى لبناء قدرات المؤسسات الأفريقية في المناطق المتضررة خاصة منطقة الساحل من خلال تقديم الدورات التدريبية، للقوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الأفريقية وذلك بالإضافة إلى إطلاق مصر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات للقيام بدور فعال، لإعداد البرامج والأنشطة اللازمة لدعم الدول الخارجة من النزاعات وتكريس الاستقرار والأمن والتنمية بها والحيلولة دون عودتها لمرحلة الصراع مجددًا.

السيدات والسادة،

يتزامن انعقاد النسخة الثالثة من المنتدى مع قرب استضافة مصر، للدورة السابعة والعشرين لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ حيث ستمثل مناقشاتكم خلال اليومين القادمين فرصة مهمة لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به تغير المناخ، في مضاعفة تحديات السلم والأمن في أفريقيا لاسيما أن قارتنا تعد الأكثر عرضة لآثاره السلبية خاصة فيما يتعلق بمشكلات التصحـر ونـدرة الميـاه والموارد الطـبيعيــة وما يرتبـط بذلك، من تقويض لجهـود التنميـة إضافةً إلى العواقب الخاصة باستغلال الجماعات الإرهابية للسيطرة على موارد القارة الأمر الذي يتطلب الإسراع في تنفيذ التعهدات والالتزامات الدولية تجاه قارتنا الخاصة بالتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، ومضاعفة التمويل الدولي المخصص له وتعزيز القدرة على الصمود والتي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر وفعال في جهود بناء السلام وضمان استدامته.

السيدات والسادة،

لعلى انعقاد منتدى أسوان هذا العام يوفر فرصة مهمة للاستمرار في إيصال صوت القارة الأفريقية، إلى جميع الشركاء والفاعلين على الصعيد الدولي والدفع نحو أن تظل قضاياها تحتل مرتبة متقدمة على سلم أولويات المجتمع الدولي في توقيت دولي بالغ التعقيد تتبدل فيه الأولويات والانشغالات ارتباطًا بالمتغيرات المتلاحقة التي يشهدها واقعنا اليوم والذي لا ينبغي أن يتراجع فيه الاهتمام بقضايا قارتنا وضرورة التكاتف من أجل أن تظل حاضرة، على مختلف الأصعدة الدولية.

ولا يفوتني كذلك، التأكيد على أن تعزيز دور المرأة في السلم والأمن في أفريقيا فضلًا عن الاستفادة من طاقات الشباب ورؤاهم نحو صنع مستقبل دولنا يظل ركيزة أساسية ينبغي التمسك بها في مجابهة الأزمات المتلاحقة والتحديات المتشابكة فهم أكثر الفئات تأثرًا بها والأقدر على دعم استراتيجياتنا للأمن والاستقرار، اللازمين لتحقيق التنمية المستدامة.

وختامًا، فإنه على الرغم من الجهد الحقيقي المبذول والإنجازات التي حققناها معًا في أفريقيا، خلال الفترة الماضية إلا أن الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم تظل تؤكد على أن الطريق ما يزال طويلًا لتحقيق آمال شعوبنا وهو ما يتطلب منا جميعًا التكاتف، ومواصلة العمل دون كلل مع التحلي بالمسئولية وبعزيمة صلبة، لا نحيد بها عن الهدف وإيمان راسخ بأننا قادرون معًا على تخطي تلك الصعاب نحو مستقبل أفضل لقارتنا الأفريقية.

وإنني على ثقة في أن مداولاتكم خلال أعمال المنتدى سوف تشكل إسهامًا رفيعًا ومقدرًا نحو صياغة وبلورة رؤى محددة تعزز جهودنا المشتركة وتضئ الطريق نحو مستقبل أفضل للجميع معربًا عن تطلعي إلى نتائج تلك المداولات عقب انتهاء أعمال المنتدى.

شكرًا لكم على حسن الاستماع 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.