الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

احتفالية المرأة المصرية

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته في احتفالية المرأة المصرية

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته (الثلاثاء الموافق ٢٠١٧/٣/٢١)، في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم"، وذلك في حضور السيد رئيس مجلس الوزراء وعدد من السادة الوزراء ورئيسة المجلس القومي للمرأة وأعضاء مجلس النواب وكبار المسئولين والشخصيات العامة.

قام السيد الرئيس خلال الاحتفالية بمنح وسام الكمال من الدرجة الثانية للأمهات المثاليات من مختلف المحافظات، فضلًا عن أمهات الشهداء من القوات المسلحة والشرطة. كما شهد سيادته فيلمًا تسجيليًا عن بعض النماذج المشرفة لعدد من السيدات العاملات بالمجالات المختلفة، وقام سيادته عقب ذلك بتسليمهن شهادات التقدير إعرابًا عن الامتنان لجهودهن في سبيل تحقيق التميز وتوفير النماذج الناجحة في مختلف مجالات العمل.

وقد ألقى السيد الرئيس كلمة في هذه المناسبة، فيما يلي نصها:

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٧/٣/٢١)، في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم"

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور الكريم..

شعب مصر الكريم.. سيدات مصر العظيمات..

أود في بدايــة حديثي إليكـم اليـوم أن أدعوكم للوقوف تحية وإجلالا للمرأة المصرية، الأم والزوجة والأخت والابنة التي قدمت الابن والزوج والأخ والشهيد لنبقى نحن وتبقى أمتنا دائمًا وأبدًا.

السيدات والسادة..

أؤكد لكم عن عظيم سعادتي وفخري بوقوفي في هذا الموقف الآن، متحدثا إلى المرأة المصرية العظيمة، صوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن، وكانت سعادتي تمتزج بفخر بالغ، وأنا أشاهد معكم تلك النماذج المشرفة، والعلامات المضيئة من الرموز النسائية المصرية في شتى المجالات والقطاعات، سعادة في النفس تسري. ونحن نجدد اليقين بأننا أمة ولـــدت مــن رحــم الإصـــرار والتحدي والفخر بهذه العزيمة التي لا تلين أبدًا، والتي نراها في عيون المرأة الثابتة ونفسها المطمئنة.

فالمرأة المصرية كانت ولاتزال حالة فريدة تحمل طباعا خاصة، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذي يحمل الدفء والأمان، تخالطه قوة إرادة وإصرار، جعلت منها أيقونة متفردة في مسيرة العمل الوطني والإنساني.

السيدات والسادة..

لقد كانت المرأة المصرية على مدار التاريخ شاهدا وصانعا لمجد هذا الوطن العظيم، ولا أظننى أبالغ إن قلت، إن الجزء الأكبر من عظمة هذا الوطن قد استمده من روعة المرأة المصرية، أما حنونا وزوجة وفية وأختا فاضلة وابنة تملأ الدنيا سعادة وبهجة، فكانت المرأة على الدوام الرقم الأهم في المعادلة الوطنية، واللون الأكثر بهجة في لوحة الأمة المصرية الرائعة.

ولقد لعبت المرأة المصرية دورا بارزا في المجتمع المصري، منذ أن شرع أجدادنا في بناء الحضارة الإنسانية، وعلى مدار العصور كانت الزوجة ظهيرا لزوجها في البناء والزراعة، وملاذا حنونًا له حين تطغى على كاهله الأزمات، ومعلمة الفضيلة للأبناء، وناقلة الحكمة للأحفاد، وامرأة عاملة منتجة مساهمـــة في دفع الاقتصاد الوطــني وتحقيـــق النمـــــو المنشـــــود، وإنه لمن حسن الطالع أن نحتفل جميعًا، هنا في هذه القاعة بمجموعة من الأعياد في شهر مارس من كل عام ، ففي اليوم الثامن منه يحتفل العالم ، ونحن معه ، بذكـــرى اليوم العالمي للمرأة، والذي جاء مواكبًا لعقد أول مؤتمـر للاتحــــاد النسائي الديمقراطي العالمي. وفي اليوم السادس عشر نحتفل، نحن المصريين، بيوم المرأة المصري والذي يحمل بين طياته لنا ذكرى الفخر والعزة بكفاح المــــرأة المصرية من أجل الاستقلال، حين سقطت شهيدات الوطن الثائرات في عام ١٩١٩ برصاص جنــــود الاحتلال أثناء تظاهرهـــن بقيـــــادة السيدة هـــدى شعراوي. وشهـد يـوم السادس عشر من مـــارس مــــن عام ١٩٢٣ تأسيس أول اتحاد نسائي مصري، وفي ذات اليوم عام ١٩٥٦، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح وممارســـــــة حقوقهـــــا السياسيــــــــة كاملة، وفي اليوم الحادي والعشرين منه نحتفل بعيد الحنان والعطف والضمـــــير والتضحيـــــة بـــ"عـــــيد الأم"..... الأم التي دعمت الزوج وسهرت على تربية الأبناء وقدمتهم شهداء من أجلنا...... الأم التي ولد الوطن من رحمها، واستقــر في وجدانها، فباتت هي صوت ضميره وحـــــارس مقـدراتـــــــه.

السيدات والسادة..

الحضور الكريم.. شعب مصر العظيم..

ونحن بصدد بناء مصر الجديدة، مصر المستقبل، فإنه لزاما علينا أن نستعرض الماضي كي نستخلص منه الدروس والعبر ونبحث بتجرد الدروس المستفادة من أحداثه ووقائعه، وحين نراجع تاريخنا بإمعان، فإننا نجد المرأة شريكا فاعلًا في كل موضع فخر وعزة في تاريخ أمتنا، وبمرور ألفيات مصر السبع، كان الوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميز وتفرد المرأة المصرية، وقد كانت عظمة أمتنا ترجمة حقيقية وواقعية لمكانة ودور المــرأة.

ومنذ أن بدأ التاريخ على أرضنا الطيبة تقدمت المرأة المصرية الصفوف، وتقلدت الحكم وقادت دفة الوطن بحكمة وإخلاص، بل ووضعها المصري القديم محل التكريم حين توج "إيزيس" إلها للحكمة، وفي عصرنا الحديث كانت المرأة المصرية حاملة للواء التجديد والتنوير وتقدمت صفوف العمل الوطني.

ولسنا ببعيد عن دورها غير المسبوق في الثورات المصرية التي دعت إلى الحرية والكرامة الإنسانية، وحين نهضت واستنهضت عزائم المصريين جميعا للاصطفاف صفا واحدا، لاستعادة مصرنا العزيزة من جماعات راديكالية، أرادت اختطاف الوطن لصالح أيدولوجيتها الفاسدة، وقد ضربت المرأة المصرية أروع الأمثلة، في شجاعتها وقدرتها على التحدي، حين أصرت على المضي قدما في مواجهة أعداء الوطن، ولم تخش إرهابهم وعنفهم ، بل قدمت أعزاءها "زوجا وابنا وأخا" فداء لهذا الوطن العظيم، كما كانت على العهد بها صابرة وواعية، حين تحملت بعض الآثار الناتجة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة، وأثبتت نفسها برلمانية محنكة، وقاضية فاضلة، وعالمة جليلة، واقتحمت كل مجالات العمل العام بهمة ونشاط وكفاءة شهد بها القاصي والداني.

السيدات والسادة..

إن الواجـــب الوطني والمسئولية أمام التاريخ تحتم علينا أن نسرع الخطى في تمكين المرأة، والحفاظ على حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقيمتها وقدراتها وتضحياتها على مدار التاريخ، التزاما بالدستور المصري الذي يعبر عن إرادة الشعب المصري والذي رسخ قيم العدالة والمساواة، وإعمالا لما جاء به من مبادئ تكافؤ الفرص، وما كفلــه للمــــرأة مـن حقــــــوق.

واتساقا مع رؤية مصر ٢٠٣٠ واستراتيجيتها للتنمية المستدامة التي تسعى لبناء مجتمع عادل، يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناتــه من أجل

أعلى درجات الاندماج الاجتماعي لكافة الفئات، وإيمانًا من الدولة المصرية، بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة في كافة أوجه العمل الوطني، وفي إطار إعلان عام ٢٠١٧ عامًا للمرأة فإنني قررت الآتي:

أولًا: تكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس القومي للمرأة، باعتبار استراتيجية تمكين المرأة ٢٠٣٠ هي وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة في هذه الاستراتيجية.

ثانيًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعي وبالتنسيق مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة قومية للمشروعات متناهية الصغر تمول من صندوق "تحيا مصر"، ومن خلال بنك ناصر الاجتماعي لتحقق تمكينا اقتصاديا للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجًا، على أن يتم تخصيص مبلغ "٢٥٠ مليون جنيه" لصالح هذه المبادرة.

ثالثًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعي بدعم أسر المرأة المعيلة والأسر الاكثر احتياجًا، من خلال برامج دعم ميسرة، يقدمها بنك ناصر الاجتماعي، بقيمة "٥٠ مليون جنيه"، لإتاحة البنية التحتية التي تيســـــر على الــمــرأة والأسرة حياتها اليومية في القرى الأكـثر احتياجًا.

رابعًا: تكليف الحكومة بإتاحة مبلغ ٢٥٠ مليون جنيه لتقوم وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير خدمات الطفولة المبكرة، بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل والمساهمة في بناء الدولة مع الاستمرار في التوسع في برامج التغذيــــة المدرسيــــة.

عظيمات مصر.. سيداتها وفـــتــيـــاتهــا..

ما نسعى لتقديمه هو جزء يسير مما تستحقه المرأة المصرية، التي ضحت وتجردت من كل هوى إلا هوى الوطن، التي أخلصت له إخلاصا لا يبلغه تكريم أو تقدير، بل هو أكبر وأعظم من ذلك، ولكننا نسعى لتقديم ما نستطيع ، اعترافا بقيمتها وقدرتها في وجدان الوطن، ومحاولة لترسيخ ركيزة أساسية من ركائز أمتنا .. ألا وهي "المـــــــــرأة المصريـــــة".

وإننى أطلب منها أن تكون على الدوام في الصدارة، فبدونها لا يكون لهذه الأمة ضمير ولا لهذا الوطن مستقبل.

وإننى أتوجه إليها بالدعوة لتكون في عون هذا الوطن "كما كانت دائما" ، فمصر بأشد الحاجة إليها، رائدة في العمل الوطنى وفي طليعة الأمة، أما كريمة، وزوجة داعمة، وأختا عزيزة، وابنة فاضلة، محافظة على نسيج الأسرة المصرية من التآكل، وامرأة عاملة منتجة راسمة للمستقبل الذي يستمد قوته من صحف المجد الماضى، وصابرة على التضحية التي هي الأمل في مصر الجديدة ، وبالمرأة المصرية وعزيمتها ستحيـــــــا على الــــدوام مصـــــر العظيمـــــة.

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ألقت السيدة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي كلمة خلال الاحتفالية أشادت فيها بإعلان السيد الرئيس عام ٢٠١٧ عاماً للمرأة المصرية، وحرص سيادته على المشاركة سنويًا في احتفالات المرأة المصرية وتكريم الأمهات المثاليات، كما استعرضت السيدة الوزيرة الجهود التي تقوم به الحكومة من أجل تمكين المرأة والاهتمام بقضاياها، حيث تطرقت إلى التشريعات التي تم إقرارها بهدف الحفاظ على حقوق المرأة، والجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير الحماية الاجتماعية للسيدات الاكثر احتياجًا، فضلًا عن برامج التدريب التي يتم تُنظيمها للمرأة لتأهيلها لسوق العمل، وإتاحة القروض للسيدات لإنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

 

 

Icon
Icon
Icon
٢١ / ٠٣ / ٢٠١٧ - ٢١ / ٠٣ / ٢٠١٧

احتفالية المرأة المصرية

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته في احتفالية المرأة المصرية

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته (الثلاثاء الموافق ٢٠١٧/٣/٢١)، في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم"، وذلك في حضور السيد رئيس مجلس الوزراء وعدد من السادة الوزراء ورئيسة المجلس القومي للمرأة وأعضاء مجلس النواب وكبار المسئولين والشخصيات العامة.

قام السيد الرئيس خلال الاحتفالية بمنح وسام الكمال من الدرجة الثانية للأمهات المثاليات من مختلف المحافظات، فضلًا عن أمهات الشهداء من القوات المسلحة والشرطة. كما شهد سيادته فيلمًا تسجيليًا عن بعض النماذج المشرفة لعدد من السيدات العاملات بالمجالات المختلفة، وقام سيادته عقب ذلك بتسليمهن شهادات التقدير إعرابًا عن الامتنان لجهودهن في سبيل تحقيق التميز وتوفير النماذج الناجحة في مختلف مجالات العمل.

وقد ألقى السيد الرئيس كلمة في هذه المناسبة، فيما يلي نصها:

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٧/٣/٢١)، في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم"

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور الكريم..

شعب مصر الكريم.. سيدات مصر العظيمات..

أود في بدايــة حديثي إليكـم اليـوم أن أدعوكم للوقوف تحية وإجلالا للمرأة المصرية، الأم والزوجة والأخت والابنة التي قدمت الابن والزوج والأخ والشهيد لنبقى نحن وتبقى أمتنا دائمًا وأبدًا.

السيدات والسادة..

أؤكد لكم عن عظيم سعادتي وفخري بوقوفي في هذا الموقف الآن، متحدثا إلى المرأة المصرية العظيمة، صوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن، وكانت سعادتي تمتزج بفخر بالغ، وأنا أشاهد معكم تلك النماذج المشرفة، والعلامات المضيئة من الرموز النسائية المصرية في شتى المجالات والقطاعات، سعادة في النفس تسري. ونحن نجدد اليقين بأننا أمة ولـــدت مــن رحــم الإصـــرار والتحدي والفخر بهذه العزيمة التي لا تلين أبدًا، والتي نراها في عيون المرأة الثابتة ونفسها المطمئنة.

فالمرأة المصرية كانت ولاتزال حالة فريدة تحمل طباعا خاصة، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذي يحمل الدفء والأمان، تخالطه قوة إرادة وإصرار، جعلت منها أيقونة متفردة في مسيرة العمل الوطني والإنساني.

السيدات والسادة..

لقد كانت المرأة المصرية على مدار التاريخ شاهدا وصانعا لمجد هذا الوطن العظيم، ولا أظننى أبالغ إن قلت، إن الجزء الأكبر من عظمة هذا الوطن قد استمده من روعة المرأة المصرية، أما حنونا وزوجة وفية وأختا فاضلة وابنة تملأ الدنيا سعادة وبهجة، فكانت المرأة على الدوام الرقم الأهم في المعادلة الوطنية، واللون الأكثر بهجة في لوحة الأمة المصرية الرائعة.

ولقد لعبت المرأة المصرية دورا بارزا في المجتمع المصري، منذ أن شرع أجدادنا في بناء الحضارة الإنسانية، وعلى مدار العصور كانت الزوجة ظهيرا لزوجها في البناء والزراعة، وملاذا حنونًا له حين تطغى على كاهله الأزمات، ومعلمة الفضيلة للأبناء، وناقلة الحكمة للأحفاد، وامرأة عاملة منتجة مساهمـــة في دفع الاقتصاد الوطــني وتحقيـــق النمـــــو المنشـــــود، وإنه لمن حسن الطالع أن نحتفل جميعًا، هنا في هذه القاعة بمجموعة من الأعياد في شهر مارس من كل عام ، ففي اليوم الثامن منه يحتفل العالم ، ونحن معه ، بذكـــرى اليوم العالمي للمرأة، والذي جاء مواكبًا لعقد أول مؤتمـر للاتحــــاد النسائي الديمقراطي العالمي. وفي اليوم السادس عشر نحتفل، نحن المصريين، بيوم المرأة المصري والذي يحمل بين طياته لنا ذكرى الفخر والعزة بكفاح المــــرأة المصرية من أجل الاستقلال، حين سقطت شهيدات الوطن الثائرات في عام ١٩١٩ برصاص جنــــود الاحتلال أثناء تظاهرهـــن بقيـــــادة السيدة هـــدى شعراوي. وشهـد يـوم السادس عشر من مـــارس مــــن عام ١٩٢٣ تأسيس أول اتحاد نسائي مصري، وفي ذات اليوم عام ١٩٥٦، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح وممارســـــــة حقوقهـــــا السياسيــــــــة كاملة، وفي اليوم الحادي والعشرين منه نحتفل بعيد الحنان والعطف والضمـــــير والتضحيـــــة بـــ"عـــــيد الأم"..... الأم التي دعمت الزوج وسهرت على تربية الأبناء وقدمتهم شهداء من أجلنا...... الأم التي ولد الوطن من رحمها، واستقــر في وجدانها، فباتت هي صوت ضميره وحـــــارس مقـدراتـــــــه.

السيدات والسادة..

الحضور الكريم.. شعب مصر العظيم..

ونحن بصدد بناء مصر الجديدة، مصر المستقبل، فإنه لزاما علينا أن نستعرض الماضي كي نستخلص منه الدروس والعبر ونبحث بتجرد الدروس المستفادة من أحداثه ووقائعه، وحين نراجع تاريخنا بإمعان، فإننا نجد المرأة شريكا فاعلًا في كل موضع فخر وعزة في تاريخ أمتنا، وبمرور ألفيات مصر السبع، كان الوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميز وتفرد المرأة المصرية، وقد كانت عظمة أمتنا ترجمة حقيقية وواقعية لمكانة ودور المــرأة.

ومنذ أن بدأ التاريخ على أرضنا الطيبة تقدمت المرأة المصرية الصفوف، وتقلدت الحكم وقادت دفة الوطن بحكمة وإخلاص، بل ووضعها المصري القديم محل التكريم حين توج "إيزيس" إلها للحكمة، وفي عصرنا الحديث كانت المرأة المصرية حاملة للواء التجديد والتنوير وتقدمت صفوف العمل الوطني.

ولسنا ببعيد عن دورها غير المسبوق في الثورات المصرية التي دعت إلى الحرية والكرامة الإنسانية، وحين نهضت واستنهضت عزائم المصريين جميعا للاصطفاف صفا واحدا، لاستعادة مصرنا العزيزة من جماعات راديكالية، أرادت اختطاف الوطن لصالح أيدولوجيتها الفاسدة، وقد ضربت المرأة المصرية أروع الأمثلة، في شجاعتها وقدرتها على التحدي، حين أصرت على المضي قدما في مواجهة أعداء الوطن، ولم تخش إرهابهم وعنفهم ، بل قدمت أعزاءها "زوجا وابنا وأخا" فداء لهذا الوطن العظيم، كما كانت على العهد بها صابرة وواعية، حين تحملت بعض الآثار الناتجة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة، وأثبتت نفسها برلمانية محنكة، وقاضية فاضلة، وعالمة جليلة، واقتحمت كل مجالات العمل العام بهمة ونشاط وكفاءة شهد بها القاصي والداني.

السيدات والسادة..

إن الواجـــب الوطني والمسئولية أمام التاريخ تحتم علينا أن نسرع الخطى في تمكين المرأة، والحفاظ على حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقيمتها وقدراتها وتضحياتها على مدار التاريخ، التزاما بالدستور المصري الذي يعبر عن إرادة الشعب المصري والذي رسخ قيم العدالة والمساواة، وإعمالا لما جاء به من مبادئ تكافؤ الفرص، وما كفلــه للمــــرأة مـن حقــــــوق.

واتساقا مع رؤية مصر ٢٠٣٠ واستراتيجيتها للتنمية المستدامة التي تسعى لبناء مجتمع عادل، يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناتــه من أجل

أعلى درجات الاندماج الاجتماعي لكافة الفئات، وإيمانًا من الدولة المصرية، بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة في كافة أوجه العمل الوطني، وفي إطار إعلان عام ٢٠١٧ عامًا للمرأة فإنني قررت الآتي:

أولًا: تكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس القومي للمرأة، باعتبار استراتيجية تمكين المرأة ٢٠٣٠ هي وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة في هذه الاستراتيجية.

ثانيًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعي وبالتنسيق مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة قومية للمشروعات متناهية الصغر تمول من صندوق "تحيا مصر"، ومن خلال بنك ناصر الاجتماعي لتحقق تمكينا اقتصاديا للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجًا، على أن يتم تخصيص مبلغ "٢٥٠ مليون جنيه" لصالح هذه المبادرة.

ثالثًا: تكليف وزارة التضامن الاجتماعي بدعم أسر المرأة المعيلة والأسر الاكثر احتياجًا، من خلال برامج دعم ميسرة، يقدمها بنك ناصر الاجتماعي، بقيمة "٥٠ مليون جنيه"، لإتاحة البنية التحتية التي تيســـــر على الــمــرأة والأسرة حياتها اليومية في القرى الأكـثر احتياجًا.

رابعًا: تكليف الحكومة بإتاحة مبلغ ٢٥٠ مليون جنيه لتقوم وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير خدمات الطفولة المبكرة، بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل والمساهمة في بناء الدولة مع الاستمرار في التوسع في برامج التغذيــــة المدرسيــــة.

عظيمات مصر.. سيداتها وفـــتــيـــاتهــا..

ما نسعى لتقديمه هو جزء يسير مما تستحقه المرأة المصرية، التي ضحت وتجردت من كل هوى إلا هوى الوطن، التي أخلصت له إخلاصا لا يبلغه تكريم أو تقدير، بل هو أكبر وأعظم من ذلك، ولكننا نسعى لتقديم ما نستطيع ، اعترافا بقيمتها وقدرتها في وجدان الوطن، ومحاولة لترسيخ ركيزة أساسية من ركائز أمتنا .. ألا وهي "المـــــــــرأة المصريـــــة".

وإننى أطلب منها أن تكون على الدوام في الصدارة، فبدونها لا يكون لهذه الأمة ضمير ولا لهذا الوطن مستقبل.

وإننى أتوجه إليها بالدعوة لتكون في عون هذا الوطن "كما كانت دائما" ، فمصر بأشد الحاجة إليها، رائدة في العمل الوطنى وفي طليعة الأمة، أما كريمة، وزوجة داعمة، وأختا عزيزة، وابنة فاضلة، محافظة على نسيج الأسرة المصرية من التآكل، وامرأة عاملة منتجة راسمة للمستقبل الذي يستمد قوته من صحف المجد الماضى، وصابرة على التضحية التي هي الأمل في مصر الجديدة ، وبالمرأة المصرية وعزيمتها ستحيـــــــا على الــــدوام مصـــــر العظيمـــــة.

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ألقت السيدة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي كلمة خلال الاحتفالية أشادت فيها بإعلان السيد الرئيس عام ٢٠١٧ عاماً للمرأة المصرية، وحرص سيادته على المشاركة سنويًا في احتفالات المرأة المصرية وتكريم الأمهات المثاليات، كما استعرضت السيدة الوزيرة الجهود التي تقوم به الحكومة من أجل تمكين المرأة والاهتمام بقضاياها، حيث تطرقت إلى التشريعات التي تم إقرارها بهدف الحفاظ على حقوق المرأة، والجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير الحماية الاجتماعية للسيدات الاكثر احتياجًا، فضلًا عن برامج التدريب التي يتم تُنظيمها للمرأة لتأهيلها لسوق العمل، وإتاحة القروض للسيدات لإنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.