الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

المؤتمر الدوري الأول للشباب

- افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤتمر الأول للشباب 

افتتح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، المؤتمر الدوري الأول للشباب بمشاركة مئات من الشاب من مختلف المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية، وذلك بحضور السيد رئيس مجلس الوزراء، والعديد من السادة الوزراء وكبار مسئولي الدولة وأعضاء مجلس النواب والقيادات السياسية والعلمية والدينية والخبراء الاقتصاديين والأحزاب السياسية.

جاء المؤتمر في إطار ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي بشأن عقد مؤتمرات دورية للحوار مع الشباب. وقد استهل السيد الرئيس أعمال المؤتمر بتوجيه التحية والتقدير لشهداء مصر الذين ضحواء بحياتهم في سبيل مصر، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا على أرواحهم الطاهرة.

استمع السيد الرئيس خلال الجلسة الأولى للمؤتمر إلى تقرير حول ما تم تنفيذه من توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ. كما عرض عدد من الشباب مقترحاتهم التي طرحوها عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر حول سبل التغلب على عدد من المشكلات في قطاعات مختلفة. وأطلق مجموعة من الشباب مبادرة دولية لدعم ترشيح السيدة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو.

قام السيد الرئيس بتكريم السيدة مني السيد صاحبة صورة جر عربة البضائع بالإسكندرية، ومنحها جائزة الابداع السنوي بشكل استثنائي.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بمؤتمر الشباب في جلسة تحديات الدولة

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة التي ناقشت التحديات التي تواجه الدولة المصرية، والتي تحدث خلالها السادة وزراء البترول، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزيرة السكان السابقة، بالإضافة إلى السيد رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وعدد من الشباب، حيث عرضوا التحديات المتعلقة بقطاع البترول، والزيادة السكانية، والتعدي على الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى عدم توافر قواعد بيانات متكاملة والجهود التي تتم لإنشائها.

قام السيد الرئيس بمداخلة خلال الجلسة أكد فيها على أهمية تحصيل قيمة الخدمات الأساسية التي تقدمها الدولة للمواطنين مثل الكهرباء وغيرها، مشيرًا إلى أن عدم تحصيل مستحقات الدولة يؤدي إلى تراكم مديونيتها، ويدفع الحكومة إلى الاقتراض لتسديد التزاماتها المالية.

أكد السيد الرئيس تعقيبًا على استفسار إحدى المشاركات بالمؤتمر حول مدي إمكانية تعديل قانون الجمعيات الأهلية الجديد، على عدم إمكانية التدخل في هذه المسألة طالما لم يتم موافاة رئاسة الجمهورية بالقانون الجديد في شكله النهائي بعد، مؤكدًا على احترامه الكامل لاستقلال السلطة التشريعية.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة المؤتمر الدوري الأول للشباب التي ناقشت قضايا التعليم

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في جلسة المؤتمر الدوري الأول للشباب التي ناقشت قضايا التعليم، وتحدث خلالها كل من وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عكاشة، والدكتور طارق شوقي، والدكتورة مرفت الديب، بالإضافة إلى إحدى الشابات التي طرحت مقترحاتها لتطوير منظومة التعليم عبر الموقع الالكتروني للمؤتمر.

أشاد السيد الرئيس خلال مداخلته في نهاية الجلسة بقيام الشباب خلال الشهور الماضية بدراسة سبل الارتقاء بمنظومة التعليم والتغلب على التحديات التي يعاني منها هذا القطاع، مشيرًا إلى أن التعليم لا يرتبط فقط بالتنمية المعرفية والعلمية للطلاب، ولكن يجب أن يعني في المقام الأول بصياغة الشخصية، منوهًا إلى الدور الذي تساهم به المؤسسات الدينية والاعلامية.

أوضح السيد الرئيس أن الوصول إلى منظومة تعليمية مرضية يجب أن يأخذ في الاعتبار جميع المحاور المرتبطة ببناء الشخصية، والتي تتضمن الجوانب الثقافية والاخلاقية والعلمية والرياضية، مشيرًا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بتنمية السلوك والاخلاق.

شدد سيادته على أهمية عدم اختزال قضايا التعليم في مسألة العلم والمعرفة فقط، بل من الهام أن تهدف المنظومة التعليمية إلى بناء شخصية سوية وواعية تتمتع بمبادئ وثوابت وتُقدر قيمة العمل وروح الفريق، وتستطيع الحفاظ على أسرتها ووطنها، وتُدرك تحديات العصر وسبل التعامل معها.

تناول السيد الرئيس خلال المداخلة سبل الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي اطلع عليها في مجال التعليم، فضلًا عن الخطوات التي يتم اتخاذها من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الاساسي والعالي في مصر، وكذلك رعاية المتفوقين وإتاحة الفرص المناسبة لهم، مشيرًا إلى حرص الدولة على مواءمة الأولويات التنموية وتحسين منظومة التعليم على الرغم مما يتطلبه ذلك من موارد مالية كبيرة.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة الإصلاح الاقتصادي ورؤية الشباب

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة التي ناقشت الإصلاح الاقتصادي ورؤية الشباب، والتي عرض خلالها كل من السيد رئيس مجلس الوزراء، والسيد محافظ البنك المركزي، والسادة وزراء المالية والاستثمار والتضامن الاجتماعي، وعدد من المسئولين والخبراء المتخصصين الوضع الاقتصادي الراهن والاسباب التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، بالإضافة إلى الآفاق المستقبلية للاقتصاد المصري.

أشار السيد الرئيس في مداخلته إلى أن عقد هذه الجلسة يهدف في الاساس إلى توفير سياق معرفي لغير المتخصصين لتوضيح الأسباب والظروف التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، وسبل التعامل مع ما نتج عنها من تداعيات، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية وما شهدته من تطورات سياسية كان لها أثار كبيرةً على الاقتصاد المصري، وهو ما تطلب اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة للتعامل مع ما يعاني منه الاقتصاد من مشكلات هيكلية.

أكد سيادته على أن الوصول إلى معدلات التنمية المرجوة، وتحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية يتطلب التزام جميع المواطنين بزيادة العمل وبذل مزيد من الجهد في جميع القطاعات لبناء مستقبل أفضل.

أكد السيد الرئيس كذلك على أهمية تناول القضايا الاقتصادية بشكل شامل، وأن يتم تداول المعلومات الصحيحة أخذًا في الاعتبار مساهمتها في تشكيل الرأي العام، مشيرًا إلى ما يساهم به هذا المؤتمر في تصحيح ما يتم تداوله من معلومات خاطئة باعتباره منصة للحوار والتواصل مع الشباب والرأي العام.

كما تطرق سيادته إلى الخطوات التي تتم لتطوير منظومات الرقابة على الاسواق ومكافحة الفساد، ولاسيما من خلال تبني ادوات التكنولوجيا الحديثة لتحييد العامل البشري.

أضاف السيد الرئيس أن حدوث ثورة ٢٥ يناير في حد ذاته كان انعكاسًا لعدم قدرة مؤسسات الدولة على الوفاء باحتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أنه رغم ما حققته الثورة من مكاسب، فإنها أيضًا كانت لها تداعيات كبيرة تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا لتجاوزها، منوهًا إلى ما أدت إليه التطورات خلال السنوات الماضية من وقف بعض المصانع عن الانتاج ولجوء أصحابها إلى الاستيراد مما أدي إلى تفاقم الأزمة، بالإضافة إلى التعديات التي حدثت على الأراضي الزراعية.

شدد السيد الرئيس في ختام مداخلته على أهمية الحفاظ على تماسك الشعب المصري ووحدته، مؤكدًا على أن هذا التماسك هو العامل الأساسي لتجاوز كافة التحديات التي تواجه الوطن.

أشار سيادته إلى ضرورة التعامل مع مسألة الزيادة السكانية في ضوء تأثيراتها السلبية على جهود التنمية، مؤكدًا ثقته في قدرة الشعب المصري على تحقيق تطلعاته نحو التنمية، لاسيما وأن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة أثبت أنه شعب عظيم يتحلى بالمسئولية اللازمة وقت الشدائد.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب:

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب، حيث قام بتكريم عدد من الشباب الذين تميزوا في مجالات مختلفة.

وقد طلب السيد الرئيس من الحضور الوقوف دقيقة تحيةً وتقديرًا لشعب مصر العظيم في ضوء ما تحمله خلال الفترة الماضية من ظروف صعبة وحفاظه على مصر من الضياع، وما أبداه من عزة وكرامة وكبرياء بلا كبر. كما ألقي سيادته كلمة فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور في هذا الجمع الكريم

بناتي وأبنائي.. شباب مصر العظيم

اسمحوا لي في مستهل حديثي إلى هذا الجمع الكريم، والذي يضم كوكبة من رموز الدولة وشبابها من مختلف أطياف المجتمع المصري أن أطلب منكم أن نقف جميعا تحية وتقديرا لشعب مصر العظيم المثابر الواعي، الذي أثبت بلا أدنى شك أنه شعب عبقري وصانع للحضارة وقادر على الصمود ومواجهة التحدي.

السيدات والسادة..

أتحدث إليكم وأنتم تمثلون مختلف أطياف ورموز المجتمع المصري وممثلي مؤسساته المختلفة وفي نهاية يوم ذي طابع مصري منفرد مارسنا خلاله فضيلة الحوار، تناقشنا واستمعنا لبعضنا البعض وتبادلنا الرؤى بكل شفافية وفي إطار من الوطنية من أجل تحقيق الغايات العليا لمصرنا الحبيبة التي تجمعنا على العمل من أجلها بكل تجرد وإخلاص وكان شبابنا هم درة اليوم كما عهدناهم دائما ممتلئين حماسة ونقاء.

إنني لا أذيع سرًا إن أعلنتها لكم بأنني أكون في منتهى السعادة وأنا وسط أبنائي وبناتي شباب مصر أملها ومستقبلها، أستمع إليهم وأدون ما يقترحونه من ملاحظات وتوصيات.

وأؤكد لكم جميعا أننا حققنا مكتسبًا هامًا بهذا الملتقى الجامع للحوار والذي كان من أهم نتائج المؤتمر الوطني الأول للشباب، والذي انعقــد بمدينة شرم الشيخ في نهاية

شهر أكتوبر الماضي. وقد كانـت هـذه الصيغة الحوارية الناشطة والفعالة نجاحا للدولة المصريـة، والتي نسعى بإرادة حقيقية للارتقاء بأداء مؤسساتها في إطار من المدنية والديمقراطية الحديثة.

السيدات والسادة.. شبابنا الوطني المتحمس:

لا يخفي على أحد حجم التحديات التي يواجها الوطن على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فها نحن نواجه جماعات إرهابية ظلامية تسعى إلى خراب وتدمير الوطن وترتبط أيديولوجيا وماديا بقوى خارجية تسعى لبث الفوضى والعنف إقليميًا من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابيـة في عدد من الدول المجاورة والتي تعانى من حالات اضطراب يسعى البعض لأن تطـــول مصرنا العزيـزة وأيضًا نواجه فسادًا يحاول أن يعرقل كل جهود التنمية والتطوير ونحن عازمون بمشيئة الله ومن خلال استراتيجية منظمة للمضي قدما نحو القضاء على مسبباته من خلال تكثيف جهود الأجهزة الرقابية، وكذلك من خلال توسيع نطـاق الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وتطوير المنظومة التشريعية والقانونيـة .

ونواجه أيضًا تحديات اقتصادية ضخمة نتجت عن مسببات عديـدة تراكمت على مدار عقود وأدت إلى ارتفاع حجم الديـن العام وازدياد مطرد في عجز الموازنة وانخفاض الناتج القومي وتراجع حجم الصادرات إلى الخارج وانكماش قاعدة الإنتاج الصناعي والزراعي وتراجع في القطاع السياحي، ولذلك كانت المواجهة حتمية تفرضها علينا المسئولية السياسية والضمير الوطني والتجرد مــن أيـة اعتبارات إلا اعتبارات الصالح العام ومستقبــل أبنـاء الوطـــن.

وبناء على ما سبق فقد اتخذنا حزمة مـــن الإجــراءات الإصلاحية في مجــال الاقتصــاد تسعى إلى تحسين المؤشـرات الاقتصـادية وتحفيز مناخ الاستثمار وتهيئة البنية التحتية للدولة كي تكون مركـزًا اقتصاديًا إقليميًا وبما تنعكس آثاره إيجابيًا على مستوى معيشة المواطن وعلى جودة الخدمات المقدمة إليه.

ولأن العهد معكم كــان الصدق والشفافيــة فإنني أقـول لكم بكل صدق إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة كانت تستلزم من القائمين على أمر هذا الوطــن قدرا من الشجاعة لاتخاذها، خاصة في ظل وجــــود بعـــض الآثار السلبية على المواطن. والحق أقول أيضا إن معاناة المصريين أمر لا يمكن تجاهله أو إغفالـــه. ولذا فقد كانت توجيهاتي للحكومة بضرورة اتخاذ مجموعة من إجراءات الحماية الاجتماعية بالتوازي مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي، بحيث تضمن تخفيف حجم الآثار المجتمعية السلبية التي قد تعاني منها الطبقات الاجتماعية الأكثر تعرضًا لمخاطر الإصلاح من الطبقتين

الفقــيرة والمتوسطــة. ومن هنا.. أخاطب أبناء الشعب المصري العظيم العبقري، مؤكدًا لهم أن ما دفعني إلى السعي لحل هذه المعضلة هو هدفي الذي لا أحيد عنه بأن أرى هذا الوطن عظيما يليق بكم وبتضحياتكم، ولم أكن يوما أسعى إلى حصاد شعبية أو الحصول على تقدير، بقدر ما كان شاغلي وهمى الأول هو أن نقتحم مشكلاتنا المتراكمة وحلها بما يمليه علينا الواقع والضمير.

وأظنكم - وظني بكم يقين - بأنكم ستكونون على قدر المسئولية مثلما كنتم دائما واعين بما يحيق بالوطن من مخاطر وما يواجهه من مشكلات.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

لقد كان خط السياسة المصرية وثوابتها واضحا جليا للعالم كله منذ أن وليتموني المسئولية، وهو أن علاقات مصر بكل دول العالم بصفة عامة ودول الجوار الإقليمي بصفة خاصة هي علاقات قائمة على الاحتــرام وتبــــادل المصالح وعدم التدخل في الشئون المصرية الداخلية أو قيام مصر بالتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة أيا ما كانت.

وكانت هذه المبادئ الحاكمة سر النجاحات المتحققة في ملف السياسة الخارجية المصرية، والذي أعاد لمصر مكانتها السياسية إقليميًا ودوليًا، وأصبح صوت مصر وشعبها مسموعًا في كل العالم.

ولتعزيز هذه المكانة فإنني أؤكد للجميع داخل وخارج هذه القاعة بأن مصر الجديدة هي دولة مستقلة تحقق إرادتها السياسية النابعة من إرادة شعبها الحر وتؤمن بأن أحلامها ستصنع – فقط – بأيدي أبنائها كما ستظل مصر تؤدى دورها التاريخي تجاه أشقائها العرب مؤمنة بأن الأمن العربي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وفي إطار من الشراكة الاستراتيجية والاحترام المتبادل.

كما أن مصر تطمح إلى تعزيز علاقاتها مع كافة القوى الدولية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبي، وتنمية حجم التبادل التجاري وجذب الاستثمارات من كافة دول العالـم. بناتي وأبنائي - شباب مصر.. أوجه حديثي إليكم مباشرة ودون وسيط، فليس بيني وبين شباب مصر وسطاء إنكم في طليعة اهتمام الدولة المصرية أنتم الأمل في صناعة الحاضر وأيقونة المستقبل الواعد للوطـن.

إن ما يتم على أرض مصر من إنجازات هو لكم ولمستقبلكم وبعزيمتكم نصنع سويًا تاريخًا مضافًا لتاريخ أمتنا العظيم.

إن توسيع نطاق مشاركتكم في العمل العام فرض علينا وتهيئة المناخ اللازم لانطلاقكم واجب تحتمه التركيبة الديموغرافية المصرية، والتي جعلت من أمتنا أمة شابة حقيقية. ولأنني على يقين بأن قضايا الشباب وطموحاته هي التي تشكل رؤية المستقبل وتصنع هوية الأمة. فقد وضعت قضايا الشباب على رأس أولويات العمل الوطني، ويأتي في مقدمتها قضايا التعليم والصحة والبطالة، والمشاركة السياسيــة وتجديــد الخطاب الديني والثقافي.

أؤكد لكم أننا نمتلك الإرادة السياسية والعزيمة الوطنية على اقتحام هذه الملفات والقضايا والعمل على إيجاد صيغ وحلول لها تتناسب مع آمالكم وأحلامكم. ولعل هذا الجمع شاهد على إرادتنا لضمان استمرار قنوات الاتصال بين الدولة وشبابها بشكل فاعل وحقيقي. كما أن المصداقية التي حققتها سرعة تنفيذ توصيات مؤتمر شرم الشيخ تعد بمثابة دلالة أخرى على صدق سعينا نحو تحقيق آمال وطموحات شبابنا.

ولقد تابعت بنفسي كافة التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، حيث استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار عفو عن عدد من الشباب المحبوسين كدفعة أولى تليها دفعات أخرى. وقد التقيت باللجنة المشكلة لفحص حالات المحبوسين واطلعت على جهودهم المبذولة في هذا الشأن.

كما استضافت رئاسة الجمهورية عددًا من الاجتماعات لمبادرة العمل التطوعي لشباب الأحزاب السياسية للقضاء على الأمية، حيث شكلت مجموعة عمل تضم مجموعة من الوزارات المعنية لتفعيل هذه المبادرة وتحقيق نتائج ملموسة لها وفي إطار بحث تعديلات القانون ١٠٧ لسنة ٢٠١٣ والخاص بتنظيم الحق في التظاهر والتجمعات العامة وعلى ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، فقد اطلعت على المقترحات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان والأحزاب السياسية وشباب البرلمان ووجهت الحكومة بسرعة تقديم مشروع لتعديل قانون التظاهر إلى مجلس النواب خلال خمسة عشر يومًا.

كما تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة الجمهورية من عدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات لبحث سبل الاستفادة من التجارب الدولية في مجال تدريب وتأهيل الشباب لإنشاء هيئة وطنية للتدريب تكون بمثابة وعاء لتجميع الكفاءات الشبابية وضخ دماء جديدة في أوصال قطاعات الدولة. وأيضًا تم الانتهاء من تدريب عدد خمسمائة شاب من الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة وجار حاليًا الانتهاء من موقف توزيعهم للعمل في قطاعات الدولة المختلفة. ويتوالى تدريب الدفعات المتتالية من هذا البرنامج لتكون بمثابة نواة لقاعدة شبابية من الكوادر القادرة على القيادة من خلال تأهيل علمي راق وحديث.

شباب مصر العظيم،

أدعوكم إلى مزيد من العمل والاجتهاد من أجل تحقيق أحلامكم اصنعوا الأمل بالعمل واخلقوا مساحات مشتركة على أرض الوطن بعيدًا عن مناطق الاختلاف والصراع حولوا حماسكم إلى قيمة حضارية مضافة لما صنعه الآباء والأجداد من أجلنا.

اجعلوا العلم والعمل بتجرد وإخلاص من أجل الوطن هو دستوركم اجعلوا مصر هي الهدف وعزتها وكرامتها هي الغاية وثقتي في حماسكم وطهارتكم ونقائكم بلا حدود وبقوة وعزيمة الشباب ستحيا مصر.

السيدات والسادة..

في نهاية جمعنا الكريم ونتيجة لما استمعت إليه من مناقشات ورؤى مختلفة، فلقد قررت الآتي:

أولًا: تكليف الحكومة بإعداد مشروع لتعديلات قانون التظاهر على ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، مع الوضع في الاعتبار المقترحات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب، على أن تنتهي الحكومة من تنفيذ ذلك خلال خمسة عشر يومًا.

ثانيًا: التوجه بالطلب إلى مجلس النواب بإعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب مع طبيعة عملها ودون الإخلال بالدستور واعتبارات الأمن القومي.

ثالثًا: استمرار عمل اللجان المشكلة لبحث حالات الشباب المحبوسين وكذا مبادرات العمل التطوعي والحوار المجتمعي لبحث قضايا التعليم والخطاب الديني.

Icon
Icon
Icon
١٠ / ١٢ / ٢٠١٦ - ١٠ / ١٢ / ٢٠١٦

المؤتمر الدوري الأول للشباب

- افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤتمر الأول للشباب 

افتتح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، المؤتمر الدوري الأول للشباب بمشاركة مئات من الشاب من مختلف المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية، وذلك بحضور السيد رئيس مجلس الوزراء، والعديد من السادة الوزراء وكبار مسئولي الدولة وأعضاء مجلس النواب والقيادات السياسية والعلمية والدينية والخبراء الاقتصاديين والأحزاب السياسية.

جاء المؤتمر في إطار ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي بشأن عقد مؤتمرات دورية للحوار مع الشباب. وقد استهل السيد الرئيس أعمال المؤتمر بتوجيه التحية والتقدير لشهداء مصر الذين ضحواء بحياتهم في سبيل مصر، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا على أرواحهم الطاهرة.

استمع السيد الرئيس خلال الجلسة الأولى للمؤتمر إلى تقرير حول ما تم تنفيذه من توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ. كما عرض عدد من الشباب مقترحاتهم التي طرحوها عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر حول سبل التغلب على عدد من المشكلات في قطاعات مختلفة. وأطلق مجموعة من الشباب مبادرة دولية لدعم ترشيح السيدة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو.

قام السيد الرئيس بتكريم السيدة مني السيد صاحبة صورة جر عربة البضائع بالإسكندرية، ومنحها جائزة الابداع السنوي بشكل استثنائي.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بمؤتمر الشباب في جلسة تحديات الدولة

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة التي ناقشت التحديات التي تواجه الدولة المصرية، والتي تحدث خلالها السادة وزراء البترول، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزيرة السكان السابقة، بالإضافة إلى السيد رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وعدد من الشباب، حيث عرضوا التحديات المتعلقة بقطاع البترول، والزيادة السكانية، والتعدي على الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى عدم توافر قواعد بيانات متكاملة والجهود التي تتم لإنشائها.

قام السيد الرئيس بمداخلة خلال الجلسة أكد فيها على أهمية تحصيل قيمة الخدمات الأساسية التي تقدمها الدولة للمواطنين مثل الكهرباء وغيرها، مشيرًا إلى أن عدم تحصيل مستحقات الدولة يؤدي إلى تراكم مديونيتها، ويدفع الحكومة إلى الاقتراض لتسديد التزاماتها المالية.

أكد السيد الرئيس تعقيبًا على استفسار إحدى المشاركات بالمؤتمر حول مدي إمكانية تعديل قانون الجمعيات الأهلية الجديد، على عدم إمكانية التدخل في هذه المسألة طالما لم يتم موافاة رئاسة الجمهورية بالقانون الجديد في شكله النهائي بعد، مؤكدًا على احترامه الكامل لاستقلال السلطة التشريعية.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة المؤتمر الدوري الأول للشباب التي ناقشت قضايا التعليم

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في جلسة المؤتمر الدوري الأول للشباب التي ناقشت قضايا التعليم، وتحدث خلالها كل من وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عكاشة، والدكتور طارق شوقي، والدكتورة مرفت الديب، بالإضافة إلى إحدى الشابات التي طرحت مقترحاتها لتطوير منظومة التعليم عبر الموقع الالكتروني للمؤتمر.

أشاد السيد الرئيس خلال مداخلته في نهاية الجلسة بقيام الشباب خلال الشهور الماضية بدراسة سبل الارتقاء بمنظومة التعليم والتغلب على التحديات التي يعاني منها هذا القطاع، مشيرًا إلى أن التعليم لا يرتبط فقط بالتنمية المعرفية والعلمية للطلاب، ولكن يجب أن يعني في المقام الأول بصياغة الشخصية، منوهًا إلى الدور الذي تساهم به المؤسسات الدينية والاعلامية.

أوضح السيد الرئيس أن الوصول إلى منظومة تعليمية مرضية يجب أن يأخذ في الاعتبار جميع المحاور المرتبطة ببناء الشخصية، والتي تتضمن الجوانب الثقافية والاخلاقية والعلمية والرياضية، مشيرًا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بتنمية السلوك والاخلاق.

شدد سيادته على أهمية عدم اختزال قضايا التعليم في مسألة العلم والمعرفة فقط، بل من الهام أن تهدف المنظومة التعليمية إلى بناء شخصية سوية وواعية تتمتع بمبادئ وثوابت وتُقدر قيمة العمل وروح الفريق، وتستطيع الحفاظ على أسرتها ووطنها، وتُدرك تحديات العصر وسبل التعامل معها.

تناول السيد الرئيس خلال المداخلة سبل الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي اطلع عليها في مجال التعليم، فضلًا عن الخطوات التي يتم اتخاذها من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الاساسي والعالي في مصر، وكذلك رعاية المتفوقين وإتاحة الفرص المناسبة لهم، مشيرًا إلى حرص الدولة على مواءمة الأولويات التنموية وتحسين منظومة التعليم على الرغم مما يتطلبه ذلك من موارد مالية كبيرة.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة الإصلاح الاقتصادي ورؤية الشباب

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة التي ناقشت الإصلاح الاقتصادي ورؤية الشباب، والتي عرض خلالها كل من السيد رئيس مجلس الوزراء، والسيد محافظ البنك المركزي، والسادة وزراء المالية والاستثمار والتضامن الاجتماعي، وعدد من المسئولين والخبراء المتخصصين الوضع الاقتصادي الراهن والاسباب التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، بالإضافة إلى الآفاق المستقبلية للاقتصاد المصري.

أشار السيد الرئيس في مداخلته إلى أن عقد هذه الجلسة يهدف في الاساس إلى توفير سياق معرفي لغير المتخصصين لتوضيح الأسباب والظروف التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، وسبل التعامل مع ما نتج عنها من تداعيات، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية وما شهدته من تطورات سياسية كان لها أثار كبيرةً على الاقتصاد المصري، وهو ما تطلب اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة للتعامل مع ما يعاني منه الاقتصاد من مشكلات هيكلية.

أكد سيادته على أن الوصول إلى معدلات التنمية المرجوة، وتحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية يتطلب التزام جميع المواطنين بزيادة العمل وبذل مزيد من الجهد في جميع القطاعات لبناء مستقبل أفضل.

أكد السيد الرئيس كذلك على أهمية تناول القضايا الاقتصادية بشكل شامل، وأن يتم تداول المعلومات الصحيحة أخذًا في الاعتبار مساهمتها في تشكيل الرأي العام، مشيرًا إلى ما يساهم به هذا المؤتمر في تصحيح ما يتم تداوله من معلومات خاطئة باعتباره منصة للحوار والتواصل مع الشباب والرأي العام.

كما تطرق سيادته إلى الخطوات التي تتم لتطوير منظومات الرقابة على الاسواق ومكافحة الفساد، ولاسيما من خلال تبني ادوات التكنولوجيا الحديثة لتحييد العامل البشري.

أضاف السيد الرئيس أن حدوث ثورة ٢٥ يناير في حد ذاته كان انعكاسًا لعدم قدرة مؤسسات الدولة على الوفاء باحتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أنه رغم ما حققته الثورة من مكاسب، فإنها أيضًا كانت لها تداعيات كبيرة تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا لتجاوزها، منوهًا إلى ما أدت إليه التطورات خلال السنوات الماضية من وقف بعض المصانع عن الانتاج ولجوء أصحابها إلى الاستيراد مما أدي إلى تفاقم الأزمة، بالإضافة إلى التعديات التي حدثت على الأراضي الزراعية.

شدد السيد الرئيس في ختام مداخلته على أهمية الحفاظ على تماسك الشعب المصري ووحدته، مؤكدًا على أن هذا التماسك هو العامل الأساسي لتجاوز كافة التحديات التي تواجه الوطن.

أشار سيادته إلى ضرورة التعامل مع مسألة الزيادة السكانية في ضوء تأثيراتها السلبية على جهود التنمية، مؤكدًا ثقته في قدرة الشعب المصري على تحقيق تطلعاته نحو التنمية، لاسيما وأن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة أثبت أنه شعب عظيم يتحلى بالمسئولية اللازمة وقت الشدائد.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٦/١٢/١٠)، في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب:

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب، حيث قام بتكريم عدد من الشباب الذين تميزوا في مجالات مختلفة.

وقد طلب السيد الرئيس من الحضور الوقوف دقيقة تحيةً وتقديرًا لشعب مصر العظيم في ضوء ما تحمله خلال الفترة الماضية من ظروف صعبة وحفاظه على مصر من الضياع، وما أبداه من عزة وكرامة وكبرياء بلا كبر. كما ألقي سيادته كلمة فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور في هذا الجمع الكريم

بناتي وأبنائي.. شباب مصر العظيم

اسمحوا لي في مستهل حديثي إلى هذا الجمع الكريم، والذي يضم كوكبة من رموز الدولة وشبابها من مختلف أطياف المجتمع المصري أن أطلب منكم أن نقف جميعا تحية وتقديرا لشعب مصر العظيم المثابر الواعي، الذي أثبت بلا أدنى شك أنه شعب عبقري وصانع للحضارة وقادر على الصمود ومواجهة التحدي.

السيدات والسادة..

أتحدث إليكم وأنتم تمثلون مختلف أطياف ورموز المجتمع المصري وممثلي مؤسساته المختلفة وفي نهاية يوم ذي طابع مصري منفرد مارسنا خلاله فضيلة الحوار، تناقشنا واستمعنا لبعضنا البعض وتبادلنا الرؤى بكل شفافية وفي إطار من الوطنية من أجل تحقيق الغايات العليا لمصرنا الحبيبة التي تجمعنا على العمل من أجلها بكل تجرد وإخلاص وكان شبابنا هم درة اليوم كما عهدناهم دائما ممتلئين حماسة ونقاء.

إنني لا أذيع سرًا إن أعلنتها لكم بأنني أكون في منتهى السعادة وأنا وسط أبنائي وبناتي شباب مصر أملها ومستقبلها، أستمع إليهم وأدون ما يقترحونه من ملاحظات وتوصيات.

وأؤكد لكم جميعا أننا حققنا مكتسبًا هامًا بهذا الملتقى الجامع للحوار والذي كان من أهم نتائج المؤتمر الوطني الأول للشباب، والذي انعقــد بمدينة شرم الشيخ في نهاية

شهر أكتوبر الماضي. وقد كانـت هـذه الصيغة الحوارية الناشطة والفعالة نجاحا للدولة المصريـة، والتي نسعى بإرادة حقيقية للارتقاء بأداء مؤسساتها في إطار من المدنية والديمقراطية الحديثة.

السيدات والسادة.. شبابنا الوطني المتحمس:

لا يخفي على أحد حجم التحديات التي يواجها الوطن على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فها نحن نواجه جماعات إرهابية ظلامية تسعى إلى خراب وتدمير الوطن وترتبط أيديولوجيا وماديا بقوى خارجية تسعى لبث الفوضى والعنف إقليميًا من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابيـة في عدد من الدول المجاورة والتي تعانى من حالات اضطراب يسعى البعض لأن تطـــول مصرنا العزيـزة وأيضًا نواجه فسادًا يحاول أن يعرقل كل جهود التنمية والتطوير ونحن عازمون بمشيئة الله ومن خلال استراتيجية منظمة للمضي قدما نحو القضاء على مسبباته من خلال تكثيف جهود الأجهزة الرقابية، وكذلك من خلال توسيع نطـاق الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وتطوير المنظومة التشريعية والقانونيـة .

ونواجه أيضًا تحديات اقتصادية ضخمة نتجت عن مسببات عديـدة تراكمت على مدار عقود وأدت إلى ارتفاع حجم الديـن العام وازدياد مطرد في عجز الموازنة وانخفاض الناتج القومي وتراجع حجم الصادرات إلى الخارج وانكماش قاعدة الإنتاج الصناعي والزراعي وتراجع في القطاع السياحي، ولذلك كانت المواجهة حتمية تفرضها علينا المسئولية السياسية والضمير الوطني والتجرد مــن أيـة اعتبارات إلا اعتبارات الصالح العام ومستقبــل أبنـاء الوطـــن.

وبناء على ما سبق فقد اتخذنا حزمة مـــن الإجــراءات الإصلاحية في مجــال الاقتصــاد تسعى إلى تحسين المؤشـرات الاقتصـادية وتحفيز مناخ الاستثمار وتهيئة البنية التحتية للدولة كي تكون مركـزًا اقتصاديًا إقليميًا وبما تنعكس آثاره إيجابيًا على مستوى معيشة المواطن وعلى جودة الخدمات المقدمة إليه.

ولأن العهد معكم كــان الصدق والشفافيــة فإنني أقـول لكم بكل صدق إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة كانت تستلزم من القائمين على أمر هذا الوطــن قدرا من الشجاعة لاتخاذها، خاصة في ظل وجــــود بعـــض الآثار السلبية على المواطن. والحق أقول أيضا إن معاناة المصريين أمر لا يمكن تجاهله أو إغفالـــه. ولذا فقد كانت توجيهاتي للحكومة بضرورة اتخاذ مجموعة من إجراءات الحماية الاجتماعية بالتوازي مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي، بحيث تضمن تخفيف حجم الآثار المجتمعية السلبية التي قد تعاني منها الطبقات الاجتماعية الأكثر تعرضًا لمخاطر الإصلاح من الطبقتين

الفقــيرة والمتوسطــة. ومن هنا.. أخاطب أبناء الشعب المصري العظيم العبقري، مؤكدًا لهم أن ما دفعني إلى السعي لحل هذه المعضلة هو هدفي الذي لا أحيد عنه بأن أرى هذا الوطن عظيما يليق بكم وبتضحياتكم، ولم أكن يوما أسعى إلى حصاد شعبية أو الحصول على تقدير، بقدر ما كان شاغلي وهمى الأول هو أن نقتحم مشكلاتنا المتراكمة وحلها بما يمليه علينا الواقع والضمير.

وأظنكم - وظني بكم يقين - بأنكم ستكونون على قدر المسئولية مثلما كنتم دائما واعين بما يحيق بالوطن من مخاطر وما يواجهه من مشكلات.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

لقد كان خط السياسة المصرية وثوابتها واضحا جليا للعالم كله منذ أن وليتموني المسئولية، وهو أن علاقات مصر بكل دول العالم بصفة عامة ودول الجوار الإقليمي بصفة خاصة هي علاقات قائمة على الاحتــرام وتبــــادل المصالح وعدم التدخل في الشئون المصرية الداخلية أو قيام مصر بالتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة أيا ما كانت.

وكانت هذه المبادئ الحاكمة سر النجاحات المتحققة في ملف السياسة الخارجية المصرية، والذي أعاد لمصر مكانتها السياسية إقليميًا ودوليًا، وأصبح صوت مصر وشعبها مسموعًا في كل العالم.

ولتعزيز هذه المكانة فإنني أؤكد للجميع داخل وخارج هذه القاعة بأن مصر الجديدة هي دولة مستقلة تحقق إرادتها السياسية النابعة من إرادة شعبها الحر وتؤمن بأن أحلامها ستصنع – فقط – بأيدي أبنائها كما ستظل مصر تؤدى دورها التاريخي تجاه أشقائها العرب مؤمنة بأن الأمن العربي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وفي إطار من الشراكة الاستراتيجية والاحترام المتبادل.

كما أن مصر تطمح إلى تعزيز علاقاتها مع كافة القوى الدولية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبي، وتنمية حجم التبادل التجاري وجذب الاستثمارات من كافة دول العالـم. بناتي وأبنائي - شباب مصر.. أوجه حديثي إليكم مباشرة ودون وسيط، فليس بيني وبين شباب مصر وسطاء إنكم في طليعة اهتمام الدولة المصرية أنتم الأمل في صناعة الحاضر وأيقونة المستقبل الواعد للوطـن.

إن ما يتم على أرض مصر من إنجازات هو لكم ولمستقبلكم وبعزيمتكم نصنع سويًا تاريخًا مضافًا لتاريخ أمتنا العظيم.

إن توسيع نطاق مشاركتكم في العمل العام فرض علينا وتهيئة المناخ اللازم لانطلاقكم واجب تحتمه التركيبة الديموغرافية المصرية، والتي جعلت من أمتنا أمة شابة حقيقية. ولأنني على يقين بأن قضايا الشباب وطموحاته هي التي تشكل رؤية المستقبل وتصنع هوية الأمة. فقد وضعت قضايا الشباب على رأس أولويات العمل الوطني، ويأتي في مقدمتها قضايا التعليم والصحة والبطالة، والمشاركة السياسيــة وتجديــد الخطاب الديني والثقافي.

أؤكد لكم أننا نمتلك الإرادة السياسية والعزيمة الوطنية على اقتحام هذه الملفات والقضايا والعمل على إيجاد صيغ وحلول لها تتناسب مع آمالكم وأحلامكم. ولعل هذا الجمع شاهد على إرادتنا لضمان استمرار قنوات الاتصال بين الدولة وشبابها بشكل فاعل وحقيقي. كما أن المصداقية التي حققتها سرعة تنفيذ توصيات مؤتمر شرم الشيخ تعد بمثابة دلالة أخرى على صدق سعينا نحو تحقيق آمال وطموحات شبابنا.

ولقد تابعت بنفسي كافة التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، حيث استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار عفو عن عدد من الشباب المحبوسين كدفعة أولى تليها دفعات أخرى. وقد التقيت باللجنة المشكلة لفحص حالات المحبوسين واطلعت على جهودهم المبذولة في هذا الشأن.

كما استضافت رئاسة الجمهورية عددًا من الاجتماعات لمبادرة العمل التطوعي لشباب الأحزاب السياسية للقضاء على الأمية، حيث شكلت مجموعة عمل تضم مجموعة من الوزارات المعنية لتفعيل هذه المبادرة وتحقيق نتائج ملموسة لها وفي إطار بحث تعديلات القانون ١٠٧ لسنة ٢٠١٣ والخاص بتنظيم الحق في التظاهر والتجمعات العامة وعلى ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، فقد اطلعت على المقترحات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان والأحزاب السياسية وشباب البرلمان ووجهت الحكومة بسرعة تقديم مشروع لتعديل قانون التظاهر إلى مجلس النواب خلال خمسة عشر يومًا.

كما تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة الجمهورية من عدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات لبحث سبل الاستفادة من التجارب الدولية في مجال تدريب وتأهيل الشباب لإنشاء هيئة وطنية للتدريب تكون بمثابة وعاء لتجميع الكفاءات الشبابية وضخ دماء جديدة في أوصال قطاعات الدولة. وأيضًا تم الانتهاء من تدريب عدد خمسمائة شاب من الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة وجار حاليًا الانتهاء من موقف توزيعهم للعمل في قطاعات الدولة المختلفة. ويتوالى تدريب الدفعات المتتالية من هذا البرنامج لتكون بمثابة نواة لقاعدة شبابية من الكوادر القادرة على القيادة من خلال تأهيل علمي راق وحديث.

شباب مصر العظيم،

أدعوكم إلى مزيد من العمل والاجتهاد من أجل تحقيق أحلامكم اصنعوا الأمل بالعمل واخلقوا مساحات مشتركة على أرض الوطن بعيدًا عن مناطق الاختلاف والصراع حولوا حماسكم إلى قيمة حضارية مضافة لما صنعه الآباء والأجداد من أجلنا.

اجعلوا العلم والعمل بتجرد وإخلاص من أجل الوطن هو دستوركم اجعلوا مصر هي الهدف وعزتها وكرامتها هي الغاية وثقتي في حماسكم وطهارتكم ونقائكم بلا حدود وبقوة وعزيمة الشباب ستحيا مصر.

السيدات والسادة..

في نهاية جمعنا الكريم ونتيجة لما استمعت إليه من مناقشات ورؤى مختلفة، فلقد قررت الآتي:

أولًا: تكليف الحكومة بإعداد مشروع لتعديلات قانون التظاهر على ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، مع الوضع في الاعتبار المقترحات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب، على أن تنتهي الحكومة من تنفيذ ذلك خلال خمسة عشر يومًا.

ثانيًا: التوجه بالطلب إلى مجلس النواب بإعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب مع طبيعة عملها ودون الإخلال بالدستور واعتبارات الأمن القومي.

ثالثًا: استمرار عمل اللجان المشكلة لبحث حالات الشباب المحبوسين وكذا مبادرات العمل التطوعي والحوار المجتمعي لبحث قضايا التعليم والخطاب الديني.