الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة 

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي (الخميس الموافق ٢٠١٨/١٠/١١)، الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة التى تنظمها إدارة الشؤون المعنوية بمركز المنارة، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد تحت عنوان "أكتوبر تواصل الأجيال".

حضر الندوة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من كبار رجال الدولة والكتاب والمفكرين ورموز الصحافة والإعلام والرياضة والفن وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبة الجامعات .

وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفريق فخري يوسف عفيفي قائد الفرقة ١٩ مشاة إبان حرب أكتوبر، واسم اللواء أ.ح مهندس باقي زكي يوسف والجندي مقاتل بطل محمود محمد مبارك أحد أبطال الحرب على الإرهاب .

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة

قال السيد الرئيس خلال كلمته في الندوة، إنه شهد مرحلة هزيمة ١٩٦٧، وانتصار أكتوبر، وشهد أيضًا المرحلة التي تعيشها مصر حاليًا، مضيفًا: "ماكانش في كلمة مخصصة ليا أنهاره، لكنى حبيت أكلمكم كإنسان مش كرئيس لمصر عن مرحلتين شهدتهما مصر سابقًا، وأخرى تعيشها حاليًا".

وتابع السيد الرئيس في كلمته: "أنا مش كاتب حاجة أقولها في الندوة، لكنى عيشت المرحلتين بدقة، عيشت تجربة هزيمة ٦٧، رغم إني ماكنتش كبير لكنى فاكر كل التفاصيل وفاكر مرارة الهزيمة، ونحن نعيش الآن معركة لها مرارة أيضًا، لكن الفارق إن الحرب اللي فاتت كنا عارفين عدونا، غير حربنا الحالية عدونا مالوش معالم دقيقة".

وأضاف: "الجيش راح في هزيمة ١٩٦٧، لكن الإرادة ماراحتش من المصريين، وقبل حرب ١٩٧٣ أعيد بناء الجيش حسب الظروف المتاحة، ظروف الحصول على السلاح في الوقت ده كانت مختلفة تمامًا، كان في معسكرين فقط تقدر تأخذ منهم السلاح، والظروف الاقتصادية كانت صعبة بعد الهزيمة، والرأي العام كان ضاغط جدًا جدًا على القيادة السياسية عشان تحارب، لكن هل الجيش كان قادر يحارب في الوقت ده؟ المصريين كانوا بيستهزأوا بإمكانياتنا وقتها، ومطلعين نكت ساخرة عن الهزيمة والجيش".

وأوضح أن فارق الإمكانات في حرب أكتوبر كان كبيرًا جدًا لصالح العدو، وكان هناك مقال للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ومن ضمن التفاصيل المكتوبة أن الجانب الروسي قال إن قوة الساتر تحتاج قنبلة ذرية لتدميره، وأن القيادة السياسية في هذا الوقت كانت مضغوطة جدًا، لعدم اكتمال الصورة في عقول الناس، فيما يخص قدرة مصر على الحرب، وكان هذا تحديا لأى قائد.

وأكد أن بعد الهزيمة، كان هناك طلبة جامعيين يتظاهرون من أجل الحرب، مُضيفًا: "طب أنا لو حاربت وأنا مش جاهز مين هيدفع الثمن؟ اللي اتظاهر ولا اللي خد القرار؟، اللي اتظاهر ولا الجيش والجنود اللي تستشهد؟".

وشدد السيد الرئيس على أن قرار خوض حرب أكتوبر وفق الإمكانات المتاحة وقتها كان أشبه "بالانتحار"، مُضيفًا: "كتير من الناس بتقول ليه ماكملتوش لحد خط الحدود في حرب أكتوبر، وإحنا كقادة معنيين بالأمر ماقولناش إنه مكناش نقدر نعمل أكتر من كدة وكأننا استحينا نقول ده.. يعنى أنت بتقول ده أمام العالم كله.. أيوه بقول كدة لأن الحرب دي كانت بمثابة انتحار".

وتابع: "أنا بقول ده كأول واحد بعد ٥٠ سنة يقول الكلام ده للناس بشكل عملي وعلني، دي كانت أقصى حدودنا لأن قدراتنا مكانتش تقدر تعمل أكتر من كده، وقدرات الخصم كانت ضخمة جدًا وقدرات حصولنا على سلاح محدودة جدًا".

وشدد السيد الرئيس على إن إسرائيل لم تتحمل مواجهة شعبها أمام أعداد القتلى والجرحى بعد حرب أكتوبر، ورأت أن القرار الاستراتيجي الوحيد حينها، هو إقامة معاهدة سلام مع مصر.

وأوضح، أنه بعد ضغط أسر الضحايا والمصابين، العدو لم يكن قادرًا ومُستعدًا لتكرار الحرب مرة أخرى، وأكد: "الجيش المصري لو قدر يعملها مرة، قادر يعملها كل مرة، وبالتالي قرروا يعملوا سلام مع مصر"، وأوضح: "لا يمكن أبدًا كان حد يديك الأرض غير لو داق تمن الخسارة الحقيقية، وده أحد أهم الأسباب إن إسرائيل توافق على السلام".

وناشد السيد الرئيس المصريين: "الشعب يجب أن يستوعب الواقع الحقيقي الذي تقابله الدولة حتى تنجح في اتخاذ القرار المطلوب".

وعن فكرة اللواء باقي زكى الخاصة بالساتر الترابي في حرب ١٩٧٣، قال: "لو القرار كان بيتاخد دون وعى كان ممكن حد يسخر منه، لكن القيادات ساعتها سمعت منه وعملت تجربة، وجلبنا ساعتها المضخات بحجة أنها لوزارة الزراعة"، مُستطردًا: "لازم تتأخذ إجراءات عملية ومنطقية لتطبيق الفكرة وبوعي".

وقال السيد الرئيس إن معركة ١٩٧٣ عظيمة ورائعة، ورجالها الذين ما زالوا يعيشون "وسطنا" لهم منا كل التقدير والاحترام، وتابع الرئيس: "كنا حينها نلتف لنسمع بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة على الراديو بكل إنصات وفخر، حتى في أصعب أوقات الهزيمة، كنا ننتظر أي شمعة أمل للبطولات التي تمت في هذه الفترة من معركة رأس العش، الجزيرة الخضرا، شدوان، إيلات وبناء حائط الصواريخ".

وأكد السيد الرئيس، أن خسائر حربي ١٩٧٣ والاستنزاف لم تتكرر منذ ذلك الحين وحتى الآن، موضحًا أن القرار الذي يقضى بموافقتهم لإعطاء أرضنا مرة أخرى جاء بعد الثمن الذى دفعه الجيش المصري من مخاطرة شديدة، ودماء المصريين الذين قدموا أرواحهم فداءً لبلادهم.

 أن حرب ١٩٧٣ خلفت وراءها الكثير من ذوي الإعاقة بسبب خوضهم الحرب، مبينًا أن المعركة لم تنته بعد، ولكنها لا تزال موجودة بمفردات مختلفة، وتابع الرئيس: "كان العدو سابقًا واضح والخصم واضح، ولكن حاليًا لم يعد واضحًا، استطاعوا بالفكر أن يصنعوا عدوًا يعيش بقتلنا ويتبنى بهدمنا"، مُشيرًا إلى أن الجزء الأهم من التحدي هو بناء الوعي الخاص بالشعب المصري.

وأكد الرئيس، أنه يجب إدراك الصورة الكلية للواقع الذي تحياه مصر حاليًا، وهناك كلام مرتب حول المستقبل المصري والواقع الحالي، مُوضحًا أنه دائمًا ما يقول إن ٢٠١١ هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ.

واستكمل السيد الرئيس: "البعض قدم صورة للمواطنين بأن الواقع يتم تغييره بعصا سحرية حلًا للمشكلات، وأوضح: "منذ ٦٠ سنة، وأنا متابع مصر حتة حتة، وعندي الإرادة للقرار أنى أخذه علشان مخدش مصر وأدخلها في الحيط".

وقال، إنه على الرغم من الفرق في القوة بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي فإن هذا لا يعيب الجيش المصري، وأضاف: "يعنى أنا أبقى راكب عربية سيات، وأنت راكب عربية مرسيدس، ولما أسبقك متقوليش برافو؟ قولوا برافو، الحقيقة كانت كدة، مين كان يكسب في السباق إلا إذا كان قائدي العربية السيات رجال.. وعلى الرغم من كده انتصرنا، وده الشرف".

وأوضح: "إذا كنا نستلهم العبرة والعظة والدروس مما حدث فلم تنته المعركة بعد، ولكن تغيرت الأدوات والوسائل.. الكلام للجيش والداخلية والجامعات والطلاب هتتخلوا عنها ولا هنقف جنبها".

وأشار الرئيس، إلى أن التنمية والتطوير لن يتحققا إلا بالعمل والصبر والجهد الحقيقي، وأوضح: "لما سعر برميل البترول يوصل ٨٥ دولار، هي العربيات اللي ماشية في الشارع بتستخدم مياه ولا وقود؟.. محطات الكهرباء اللي شغالة بتشتغل إزاى؟".

ووجه السيد الرئيس، كلامه إلى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء: "ما تكلم الناس وتفهمهم يا دكتور شاكر، ولا انت تقعد تشكيلي بس أنت ووزير البترول من الفلوس؟"، ليرد شاكر: "التكلفة الإنتاجية للكهرباء ١٠٤ قروش للكيلو وات، وأقصى ما نتحصل عليه ٨٣ قرش"، وتابع وزير الكهرباء: "بترتب على ده عجز ٣٧ مليار جنيه، ولو اترفع علينا سعر الوقود مرة تانية هيتضاف على الرقم ده ٤٠ مليار جنيه، ليصل العجز ٧٧ مليار جنيه".

وتحدث الرئيس عن رفع الدعم عن الوقود، قائلا: "زاد من ٨ أشهر كان السعر ٤٠ دولارًا للبرميل، وحاليًا أصبح ٨٥ دولارًا للبرميل"، مُستطردًا: "يعنى هو الـ ١٠ مليون عربية اللي ماشيه في مصر بتستخدم الميه ولا الوقود؟ إذا قارنا الظروف التي كانت فيها مصر أثناء معركة ١٩٧٣ بالظروف الحالية، فالوضع مختلف تمامًا، بسبب الطموحات الكبيرة للمواطنين"، وأضاف: "أنا كلمتكم كمواطن مصري مش كرئيس لمصر، بقولكم يا مصريين زي ما هما حافظوا عليها تخلوا بالكوا منها، وكل المطلوب منكم الفهم والصبر، ونفضل نبنى ونعمر وكل ما تبقى زعلان ابنى أكتر، وكل ما حد يضايقك ابنى أكتر".

وأوضح أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بعدم القراءة لمعرفة معنى الدولة، مُضيفًا أن اختزال الدولة في مطلب شخصي أمر سهل لكنه غير واقعى، مُتابعًا: "أتمنى أن يفهم كل تلميذ في المدرسة يعنى أيه دولة، علشان البلد دى ماتنهارش بسبب الفوضى في التقديرات والتحليلات الزائفة، وهو كلام حقيقي للواقع الذى نحيا فيه".

وقال الرئيس إنه لا يريد رفع أسعار السلع والمنتجات، لكن مصر تسير وفق ظروف محيطة بها، مُوضحًا أن الله قد نجى مصر فى ٢٠١١ والأعوام الماضية، بإرادة إلهية.

وأضاف معقبًا على حديث وزير البترول، المهندس طارق الملا، بأن تكلفة السولار أكبر من ٩ جنيهات، ولكن سعره حاليا ٥.٥ جنيه: "أنت بتتكلم تقريبًا في ٥٠٪ من ثمن السولار، يعنى كل عربية نقل ماشية في الشارع وأي ميكروباص بتاخد الوقود بنص تمنه، واللي بيدهوله مش أنا اللي بيدهوله هو أنتم ومستقبل البلاد، لأنه طول ماحنا مكبلين بالدعم في أي حاجة في مصر، عمر ما البلد دي ما هتقدر تحقق الهدف اللي بتتمناه.. مفيش حد في العالم المتقدم بيعمل كده".

وعلق السيد الرئيس على خبر إلقاء القبض على الإرهابي هشام عشماوي، في مدينة درنة الليبية، قبل أيام، مُشيرًا إلى أن هشام عشماوي كان زميلًا للشهيد البطل أحمد المنسي، وأوضح: "يا ترى أيه الفرق بين هشام عشماوي وأحمد المنسي، ده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا مع بعض في فرقة واحدة".

وأضاف الرئيس: "الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وخان والآخر استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر"، وتابع: "منسي بنسقفله وبنبصله بملئ العين، والتاني عايزينه علشان نحاسبه".

ونوه إلى تكاتف كل المؤسسات من أول الوزارات المختلفة حتى القوات المسلحة في أثناء حرب أكتوبر، مُشيرًا إلى أن لكل منهم لديه دور لإعداد الدولة للدخول في الحرب، وتابع: "بقول لكل المصريين والقادة انزلوا اتكلموا بس شكلوا فهم للي أنتم هتتكلموا فيه، مش تشكلوا رأى من عندكم.. اقرأ واتعلم وقول لزمايلك علشان يصمد معاك، وقائد السرية والكتيبة واللواء يعنى أيه واقع بنعيشه، ويعنى أيه لازم نفضل دايمًا متماسكين كده، ومحدش يتصور أنه من غير الوعي الحقيقي في الفترة دي ماكناش هنعرف إن العدو غيَّر أشكاله".

وأضاف: "لو سمحتم، احشدوا للفهم والوعي هي دي القضية، والفرق بين الإيمان وعدم الإيمان هو التأسيس على فهم حقيقي للقضية، واللي فهم كويس قام، واللي كان مشوش لأى أسباب أخرى فى وقته لم يقم".

 

Icon
Icon
Icon
١١ / ١٠ / ٢٠١٨ - ١١ / ١٠ / ٢٠١٨

الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة 

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي (الخميس الموافق ٢٠١٨/١٠/١١)، الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة التى تنظمها إدارة الشؤون المعنوية بمركز المنارة، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد تحت عنوان "أكتوبر تواصل الأجيال".

حضر الندوة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من كبار رجال الدولة والكتاب والمفكرين ورموز الصحافة والإعلام والرياضة والفن وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبة الجامعات .

وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفريق فخري يوسف عفيفي قائد الفرقة ١٩ مشاة إبان حرب أكتوبر، واسم اللواء أ.ح مهندس باقي زكي يوسف والجندي مقاتل بطل محمود محمد مبارك أحد أبطال الحرب على الإرهاب .

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة

قال السيد الرئيس خلال كلمته في الندوة، إنه شهد مرحلة هزيمة ١٩٦٧، وانتصار أكتوبر، وشهد أيضًا المرحلة التي تعيشها مصر حاليًا، مضيفًا: "ماكانش في كلمة مخصصة ليا أنهاره، لكنى حبيت أكلمكم كإنسان مش كرئيس لمصر عن مرحلتين شهدتهما مصر سابقًا، وأخرى تعيشها حاليًا".

وتابع السيد الرئيس في كلمته: "أنا مش كاتب حاجة أقولها في الندوة، لكنى عيشت المرحلتين بدقة، عيشت تجربة هزيمة ٦٧، رغم إني ماكنتش كبير لكنى فاكر كل التفاصيل وفاكر مرارة الهزيمة، ونحن نعيش الآن معركة لها مرارة أيضًا، لكن الفارق إن الحرب اللي فاتت كنا عارفين عدونا، غير حربنا الحالية عدونا مالوش معالم دقيقة".

وأضاف: "الجيش راح في هزيمة ١٩٦٧، لكن الإرادة ماراحتش من المصريين، وقبل حرب ١٩٧٣ أعيد بناء الجيش حسب الظروف المتاحة، ظروف الحصول على السلاح في الوقت ده كانت مختلفة تمامًا، كان في معسكرين فقط تقدر تأخذ منهم السلاح، والظروف الاقتصادية كانت صعبة بعد الهزيمة، والرأي العام كان ضاغط جدًا جدًا على القيادة السياسية عشان تحارب، لكن هل الجيش كان قادر يحارب في الوقت ده؟ المصريين كانوا بيستهزأوا بإمكانياتنا وقتها، ومطلعين نكت ساخرة عن الهزيمة والجيش".

وأوضح أن فارق الإمكانات في حرب أكتوبر كان كبيرًا جدًا لصالح العدو، وكان هناك مقال للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ومن ضمن التفاصيل المكتوبة أن الجانب الروسي قال إن قوة الساتر تحتاج قنبلة ذرية لتدميره، وأن القيادة السياسية في هذا الوقت كانت مضغوطة جدًا، لعدم اكتمال الصورة في عقول الناس، فيما يخص قدرة مصر على الحرب، وكان هذا تحديا لأى قائد.

وأكد أن بعد الهزيمة، كان هناك طلبة جامعيين يتظاهرون من أجل الحرب، مُضيفًا: "طب أنا لو حاربت وأنا مش جاهز مين هيدفع الثمن؟ اللي اتظاهر ولا اللي خد القرار؟، اللي اتظاهر ولا الجيش والجنود اللي تستشهد؟".

وشدد السيد الرئيس على أن قرار خوض حرب أكتوبر وفق الإمكانات المتاحة وقتها كان أشبه "بالانتحار"، مُضيفًا: "كتير من الناس بتقول ليه ماكملتوش لحد خط الحدود في حرب أكتوبر، وإحنا كقادة معنيين بالأمر ماقولناش إنه مكناش نقدر نعمل أكتر من كدة وكأننا استحينا نقول ده.. يعنى أنت بتقول ده أمام العالم كله.. أيوه بقول كدة لأن الحرب دي كانت بمثابة انتحار".

وتابع: "أنا بقول ده كأول واحد بعد ٥٠ سنة يقول الكلام ده للناس بشكل عملي وعلني، دي كانت أقصى حدودنا لأن قدراتنا مكانتش تقدر تعمل أكتر من كده، وقدرات الخصم كانت ضخمة جدًا وقدرات حصولنا على سلاح محدودة جدًا".

وشدد السيد الرئيس على إن إسرائيل لم تتحمل مواجهة شعبها أمام أعداد القتلى والجرحى بعد حرب أكتوبر، ورأت أن القرار الاستراتيجي الوحيد حينها، هو إقامة معاهدة سلام مع مصر.

وأوضح، أنه بعد ضغط أسر الضحايا والمصابين، العدو لم يكن قادرًا ومُستعدًا لتكرار الحرب مرة أخرى، وأكد: "الجيش المصري لو قدر يعملها مرة، قادر يعملها كل مرة، وبالتالي قرروا يعملوا سلام مع مصر"، وأوضح: "لا يمكن أبدًا كان حد يديك الأرض غير لو داق تمن الخسارة الحقيقية، وده أحد أهم الأسباب إن إسرائيل توافق على السلام".

وناشد السيد الرئيس المصريين: "الشعب يجب أن يستوعب الواقع الحقيقي الذي تقابله الدولة حتى تنجح في اتخاذ القرار المطلوب".

وعن فكرة اللواء باقي زكى الخاصة بالساتر الترابي في حرب ١٩٧٣، قال: "لو القرار كان بيتاخد دون وعى كان ممكن حد يسخر منه، لكن القيادات ساعتها سمعت منه وعملت تجربة، وجلبنا ساعتها المضخات بحجة أنها لوزارة الزراعة"، مُستطردًا: "لازم تتأخذ إجراءات عملية ومنطقية لتطبيق الفكرة وبوعي".

وقال السيد الرئيس إن معركة ١٩٧٣ عظيمة ورائعة، ورجالها الذين ما زالوا يعيشون "وسطنا" لهم منا كل التقدير والاحترام، وتابع الرئيس: "كنا حينها نلتف لنسمع بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة على الراديو بكل إنصات وفخر، حتى في أصعب أوقات الهزيمة، كنا ننتظر أي شمعة أمل للبطولات التي تمت في هذه الفترة من معركة رأس العش، الجزيرة الخضرا، شدوان، إيلات وبناء حائط الصواريخ".

وأكد السيد الرئيس، أن خسائر حربي ١٩٧٣ والاستنزاف لم تتكرر منذ ذلك الحين وحتى الآن، موضحًا أن القرار الذي يقضى بموافقتهم لإعطاء أرضنا مرة أخرى جاء بعد الثمن الذى دفعه الجيش المصري من مخاطرة شديدة، ودماء المصريين الذين قدموا أرواحهم فداءً لبلادهم.

 أن حرب ١٩٧٣ خلفت وراءها الكثير من ذوي الإعاقة بسبب خوضهم الحرب، مبينًا أن المعركة لم تنته بعد، ولكنها لا تزال موجودة بمفردات مختلفة، وتابع الرئيس: "كان العدو سابقًا واضح والخصم واضح، ولكن حاليًا لم يعد واضحًا، استطاعوا بالفكر أن يصنعوا عدوًا يعيش بقتلنا ويتبنى بهدمنا"، مُشيرًا إلى أن الجزء الأهم من التحدي هو بناء الوعي الخاص بالشعب المصري.

وأكد الرئيس، أنه يجب إدراك الصورة الكلية للواقع الذي تحياه مصر حاليًا، وهناك كلام مرتب حول المستقبل المصري والواقع الحالي، مُوضحًا أنه دائمًا ما يقول إن ٢٠١١ هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ.

واستكمل السيد الرئيس: "البعض قدم صورة للمواطنين بأن الواقع يتم تغييره بعصا سحرية حلًا للمشكلات، وأوضح: "منذ ٦٠ سنة، وأنا متابع مصر حتة حتة، وعندي الإرادة للقرار أنى أخذه علشان مخدش مصر وأدخلها في الحيط".

وقال، إنه على الرغم من الفرق في القوة بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي فإن هذا لا يعيب الجيش المصري، وأضاف: "يعنى أنا أبقى راكب عربية سيات، وأنت راكب عربية مرسيدس، ولما أسبقك متقوليش برافو؟ قولوا برافو، الحقيقة كانت كدة، مين كان يكسب في السباق إلا إذا كان قائدي العربية السيات رجال.. وعلى الرغم من كده انتصرنا، وده الشرف".

وأوضح: "إذا كنا نستلهم العبرة والعظة والدروس مما حدث فلم تنته المعركة بعد، ولكن تغيرت الأدوات والوسائل.. الكلام للجيش والداخلية والجامعات والطلاب هتتخلوا عنها ولا هنقف جنبها".

وأشار الرئيس، إلى أن التنمية والتطوير لن يتحققا إلا بالعمل والصبر والجهد الحقيقي، وأوضح: "لما سعر برميل البترول يوصل ٨٥ دولار، هي العربيات اللي ماشية في الشارع بتستخدم مياه ولا وقود؟.. محطات الكهرباء اللي شغالة بتشتغل إزاى؟".

ووجه السيد الرئيس، كلامه إلى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء: "ما تكلم الناس وتفهمهم يا دكتور شاكر، ولا انت تقعد تشكيلي بس أنت ووزير البترول من الفلوس؟"، ليرد شاكر: "التكلفة الإنتاجية للكهرباء ١٠٤ قروش للكيلو وات، وأقصى ما نتحصل عليه ٨٣ قرش"، وتابع وزير الكهرباء: "بترتب على ده عجز ٣٧ مليار جنيه، ولو اترفع علينا سعر الوقود مرة تانية هيتضاف على الرقم ده ٤٠ مليار جنيه، ليصل العجز ٧٧ مليار جنيه".

وتحدث الرئيس عن رفع الدعم عن الوقود، قائلا: "زاد من ٨ أشهر كان السعر ٤٠ دولارًا للبرميل، وحاليًا أصبح ٨٥ دولارًا للبرميل"، مُستطردًا: "يعنى هو الـ ١٠ مليون عربية اللي ماشيه في مصر بتستخدم الميه ولا الوقود؟ إذا قارنا الظروف التي كانت فيها مصر أثناء معركة ١٩٧٣ بالظروف الحالية، فالوضع مختلف تمامًا، بسبب الطموحات الكبيرة للمواطنين"، وأضاف: "أنا كلمتكم كمواطن مصري مش كرئيس لمصر، بقولكم يا مصريين زي ما هما حافظوا عليها تخلوا بالكوا منها، وكل المطلوب منكم الفهم والصبر، ونفضل نبنى ونعمر وكل ما تبقى زعلان ابنى أكتر، وكل ما حد يضايقك ابنى أكتر".

وأوضح أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بعدم القراءة لمعرفة معنى الدولة، مُضيفًا أن اختزال الدولة في مطلب شخصي أمر سهل لكنه غير واقعى، مُتابعًا: "أتمنى أن يفهم كل تلميذ في المدرسة يعنى أيه دولة، علشان البلد دى ماتنهارش بسبب الفوضى في التقديرات والتحليلات الزائفة، وهو كلام حقيقي للواقع الذى نحيا فيه".

وقال الرئيس إنه لا يريد رفع أسعار السلع والمنتجات، لكن مصر تسير وفق ظروف محيطة بها، مُوضحًا أن الله قد نجى مصر فى ٢٠١١ والأعوام الماضية، بإرادة إلهية.

وأضاف معقبًا على حديث وزير البترول، المهندس طارق الملا، بأن تكلفة السولار أكبر من ٩ جنيهات، ولكن سعره حاليا ٥.٥ جنيه: "أنت بتتكلم تقريبًا في ٥٠٪ من ثمن السولار، يعنى كل عربية نقل ماشية في الشارع وأي ميكروباص بتاخد الوقود بنص تمنه، واللي بيدهوله مش أنا اللي بيدهوله هو أنتم ومستقبل البلاد، لأنه طول ماحنا مكبلين بالدعم في أي حاجة في مصر، عمر ما البلد دي ما هتقدر تحقق الهدف اللي بتتمناه.. مفيش حد في العالم المتقدم بيعمل كده".

وعلق السيد الرئيس على خبر إلقاء القبض على الإرهابي هشام عشماوي، في مدينة درنة الليبية، قبل أيام، مُشيرًا إلى أن هشام عشماوي كان زميلًا للشهيد البطل أحمد المنسي، وأوضح: "يا ترى أيه الفرق بين هشام عشماوي وأحمد المنسي، ده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا مع بعض في فرقة واحدة".

وأضاف الرئيس: "الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وخان والآخر استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر"، وتابع: "منسي بنسقفله وبنبصله بملئ العين، والتاني عايزينه علشان نحاسبه".

ونوه إلى تكاتف كل المؤسسات من أول الوزارات المختلفة حتى القوات المسلحة في أثناء حرب أكتوبر، مُشيرًا إلى أن لكل منهم لديه دور لإعداد الدولة للدخول في الحرب، وتابع: "بقول لكل المصريين والقادة انزلوا اتكلموا بس شكلوا فهم للي أنتم هتتكلموا فيه، مش تشكلوا رأى من عندكم.. اقرأ واتعلم وقول لزمايلك علشان يصمد معاك، وقائد السرية والكتيبة واللواء يعنى أيه واقع بنعيشه، ويعنى أيه لازم نفضل دايمًا متماسكين كده، ومحدش يتصور أنه من غير الوعي الحقيقي في الفترة دي ماكناش هنعرف إن العدو غيَّر أشكاله".

وأضاف: "لو سمحتم، احشدوا للفهم والوعي هي دي القضية، والفرق بين الإيمان وعدم الإيمان هو التأسيس على فهم حقيقي للقضية، واللي فهم كويس قام، واللي كان مشوش لأى أسباب أخرى فى وقته لم يقم".