الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية

الثلاثاء, ٢٦ أبريل ٢٠٢٢ / ٠٩:٠٠ م

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكريم،

الشعب المصري العظيم،

استهل حديثي إليكم اليوم بتوجيه التهنئة لكل المصريين بتلك الأيام المباركة التي اختلطت فيها أعيادنا، مسلمين ومسيحيين، فكانت أيام شهر رمضان الفضيل متزامنة مع خميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة، كل عام ونحن أمة كريمة ووطن عظيم، وطن يجمعنا بالخير والسلام والمحبة.

 

السيدات والسادة،

إن العهد الذي بيني وبينكم منذ أن تشرفت بالمهمة التي كلفت بها بأمر الشعب المصري العظيم، هو عهد الصدق في القول والإخلاص في العمل والنوايا والتجرد من كل انتماء، الانتماء لله والوطن ابتغاءً لوجه الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل إنفاذ إرادة الأمة وتحقيق أحلام أبنائها كانت خطواتنا ثابته وراسخة وعزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا العزيزة، وعلى مدار سنوات مضت كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا في اجتيازها كانت أعظم، وكانت حملات التشكيك والتشويه ممنهجة ومكثفة فكانت الإنجازات هي الرد عليها، كان الإرهاب الغاشم يسعى للنيل من عزيمتنا وإرادتنا فكانت دماء المصريين و تضحياتهم هي الثمن المدفوع لتبقى مصرنا عزيزةً وقادرة.

وبقراءة سريعة على دفتر الإنجاز اليومي القومي على مدار السنوات التي تلت ثورتنا العظيمة في ٣٠ من يونيو ٢٠١٣ نجد إننا معًا قد صنعنا مجدًا نفتخر به مجددًا، صنعته دماء الشهداء الأبرار وسواعد العمال والفلاحين الشرفاء وعقول العلماء والمفكرين والمثقفين، وأصبح الوطن مساحة مشتركة تجتمع فيها أحلامنا للغد، وفي سبيل إعادة بناء قدرات الدولة المصرية تحملنا معًا، دولة وشعبًا، تحديات هائلة وضغوطات كثيرة فقد توالت جهود إعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة مع تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، وقد تحمل المواطن المصري الآثار الناجمة عن تلك الإصلاحات وكانت في طليعة المسيرة المرأة المصرية العظيمة، والتي لم تتواني في لحظة عن أن تكون في مقدمة صفوف العمل الوطني.

وقد تحققت ثمار الإصلاح وانعكست على مؤشرات الاقتصاد الكلي، فقد حققت مشروعات البنية التحتية والطاقة نتائج مذهلة عززت من قدرات الدولة ورفعت من قيمة أصولها وجعلت مصر مقصدًا للاستثمار الأجنبي، كما انخفضت معدلات البطالة بعد أن وفرت المشروعات القومية المنفذة فرصًا للعمالة كما تم تحقيق نقلة نوعية في إنشاء مدن الجيل الرابع بعد أن تم إنشاء عدد من المدن الجديدة بطول الجمهورية وعرضها لسد الفجوة ما بين الطلب على الإسكان والمعروض، وذلك لتوفير الوحدات السكنية اللازمة لشباب مصر.

ودارت عجلة البناء والإنتاج في كل المجالات والقطاعات، وكان المواطن المصري وتوفير مقومات جودة الحياة هو الهدف الأنبل والغاية السامية، فأطلقنا مبادرات للصحة حققت نتائج ملموسة ومؤثرة انعكست إيجابًا على صحة المصريين، كما تم إطلاق المرحلة الأولى من أكبر مشروع تنموي لتطوير الريف المصري في التاريخ "حياة كريمة"، إذن تضمن الدولة انعكاسًا مباشرًا لمعدلات النمو على المواطن الأكثر احتياجًا في الريف المصري، ولضمان تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادى بها المصريين في يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ فقد تم إقرار حزمة معتبرة من إجراءات الحماية الاجتماعية لتوفير مظلة آمنة للفئات الأكثر احتياجًا، ولم تنحصر جهود الدولة في المجال الاقتصادي فقط إنما سعت الدولة المصرية إلى ترسيخ مفهوم امتلاك القدرة فطورت قدراتها الأمنية والعسكرية، وكانت تلك ضرورة حتمية وسط إقليم تعصف به رياح الاضطراب والصراع وقد باتت هذه القدرات اليوم ضمانًا لحماية مقدرات هذا الوطن وظهيرًا لاستقراره، كما نجحت الدولة المصرية في إعادة رسم أنماط علاقاتها الدولية والإقليمية بناءً على مفهوم الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة والدفاع عن الأمن القومي المصري بدوائره القريبة والبعيدة.

 

السيدات والسادة،

الشعب المصري العظيم،

كل مشاهد ومراقب لتطور الدولة المصرية منذ ٢٠١٤ وحتى اليوم يمكنه أن يسرد قصة أمة عظيمة استطاعت في أقل من عقد من الزمان أن تحمي نفسها من السقوط، وتحول مكر الذين أرادوا لها الفشل إلى إرادة وعزيمة، لتتحول إلى دولة رائدة في إقليمها شابةً في أحلامها قويةً بأبنائها، لم تنل منهم تهديدات الإرهاب أو تشكيك وكذب من هنا وهناك، واليوم يواجه العالم ومصر أزمة عالمية مركبة ناجمة عن الآثار التي خلفتها جائحة كورونا وعواقب الصراع الروسي الأوكراني، تلك الأزمة التي تسببت في ارتفاع مستويات التضخم العالمية و حالة من الكساد التجاري وأزمة في سلاسل الإمداد، ومصر تواجه هذه الأزمة التي ألمت بالعالم بقدرات متطورة، وخطة عمل فاعلة عكفت على إعدادها الحكومة وكافة أجهزة مؤسسات الدولة بحيث تتحول هذه الأزمة إلى فرص لتطوير وتنمية الاقتصاد المصري، مع الوضع في الاعتبار العمل من أجل تقرير لآثار مباشرة على المواطن قدر الإمكان من خلال التنسيق والتعاون بين الدولة ومؤسساتها من جهة ومؤسسات المجتمع المدني وشركاء التنمية من جهة أخرى وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تضررًا.

 

شعب مصر العظيم،

إن تضحيات المصريين وأحلامهم هي ضمان بقاء أمتنا العظيمة، ومثلما عبرنا معًا التحديات السابقة سنعبر ونجتاز أيضًا التحديات الحالية، في ذلك الحضور من ممثلي الشعب الذين اجتمعوا على مائدة الأسرة المصرية أعلن لكم بكلمات واضحة وبلسانٍ مصريٍ مبين بأننا نجدد العهد بأن تجمعنا المساحات المشتركة في وطننا الغالي لنبني مصر المستقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك أؤكد لكم بأنني قررت ما يلي:

أولًا: تكليف الحكومة بعقد مؤتمر صحفي عالمي لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي تشمل تنفيذ إجراءات عاجلة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والتحول الرقمي، وتوجيه كل الدعم اللازم للمستثمرين المصريين في كافة المجالات السياحية والصناعية والزراعية والتطوير العقاري والتحول الرقمي.

ثانيًا: إطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر، مع تقديم عدد من الحوافز في صورة أراضي بحق الانتفاع وإعفاء من الضرائب لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى تقديم أوجه الدعم اللازم لتقنين الأوضاع للمخالفين وتقديم الدعم الفني والمادي اللازم للمتعثرين.

ثالثًا: تكليف أجهزة ومؤسسات الدولة بالاستمرار في دعم مبادرة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي التي نفذتها خلال الشهرين الماضيين لتقديم الدعم والحماية الاجتماعية لعدد تسعة ملايين أسرة مع قيام الحكومة بدعم التحالف بقيمة ٩ مليارات جنيه حتى نهاية العام الجاري، وادعوني في هذا الجمع الكريم أن أتقدم لجميع أعضاء هذا التحالف من جمعيات ومؤسسات بالتحية والتقدير على الجهد المبذول والتنسيق والتكامل مع مؤسسات الدولة المختلفة لإنجاح هذا النموذج الناجح للتعاون بين الدولة والمجتمع المدني.

رابعًا: انطلاقًا من الإعلان عام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدني فإنني أدعو كافة الأجهزة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ووزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي لحقوق الإنسان لتقديم الدعم للعمل الأهلي والمجتمعي واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل المجتمعي بما يخدم أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.

خامسًا: تكليف الحكومة وكافة الأجهزة المعنية بتعزيز كافة أوجه الدعم المقدم لمزارعي القمح في مصر وذلك بزيادة المحفزات المقدمة للمزارعين سواء كانت مادية أو خدمية وبما يحقق زيادة في الاكتفاء الذاتي من القمح.

سادسًا: إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب على أن توصل قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة، ولا أخفي عليكم سعادتي البالغة في خروج دفعات لعددٍ من أبناءنا الذين تم الإفراج عنهم خلال الأيام الماضية وأقول لهم إن الوطن يتسع لنا جميعًا وإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية.

سابعًا: تكليف الوزارات والمؤسسات والأجهزة التي ساهمت في توفير السلع الأساسية للمواطنين من خلال المعارض المختلفة التي تم إقامتها على مستوى محافظات الجمهورية باستمرار عمل هذه المعارض بتقديم كافة السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة وحتى نهاية العام الجاري.

ثامنًا: تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة ورفع نتائج هذا الحوار إلي شخصيًا مع وعد بقيامي بحضور هذه الحوارات في مراحلها النهائية.

تاسعًا: قيام الحكومة بإعلان عن خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي وكذا عجز الموازنة على مدار الأربع سنوات القادمة.

عاشرًا: قيام الحكومة بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية تهدف إلى مضاعفة أحجام وأعداد الشركات المقيد لها أوراق مالية والمستثمرين المحليين والأجانب والمؤسسات المختلفة.

الحادي عشر: تكليف الحكومة بالإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأوصول المملوكة للدولة بمستهدف عشرة مليار دولار سنويًا ولمدة أربع سنوات.

الثاني عشر: قيام الحكومة بالبدء في طرح حصص من شركات مملوكة للدولة في البورصة المصرية ومن ضمنها الشركات المملوكة للقوات المسلحة وذلك قبل نهاية هذا العام.

الثالث عشر: استكمال سداد المديونية الخاصة لعدد ٧٠٠ من الغارمين والغارمات المتواجدين في السجون بتكلفة مالية تصل إلى ٤٥ مليون جنيه لإخلاء سبيلهم وذلك كدفعة أولى من المساعدات الموجهة لهم ولأسرهم والعمل على دمجهم في الحياة العامة وتمكينهم اقتصاديًا.

وفي نهاية حديثي وسط هذا الجمع الكريم الثري من أبناء شعب مصر العظيم أؤكد لكم جميعًا بأن هذا الوطن العزيز أقوى مما يتصور المتربصون به وأغلى مما يظن المشككين فيه، ومصرنا الغالية القوية التي تخطي خطواتها الأولى لتدشين الجمهورية الجديدة إنما هي قادرة على تخطي الصعاب وإحالة التحديات إلى فرص.
مصر الجديدة هي دولة ديمقراطية مدنية حديثة تتسع لكل أبنائها وتسعى للسلام والبناء والتنمية، مصر التي خضبت دماء الشهداء أرضها الطيبة وصنع مجدها سواعد أبنائها وزرع لها الأمل فلاحوها ويصنع لها المستقبل عمالها وتشع بالنور ثقافةً وفنًا وعلمًا بعقول علماءها.

مصر الوطن الذي تردد له وبه دائمًا تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.

Icon
Icon
Icon
كلمات السيد الرئيس ٢٦ أبريل ٢٠٢٢

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية

الثلاثاء, ٢٦ أبريل ٢٠٢٢ / ٠٩:٠٠ م

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكريم،

الشعب المصري العظيم،

استهل حديثي إليكم اليوم بتوجيه التهنئة لكل المصريين بتلك الأيام المباركة التي اختلطت فيها أعيادنا، مسلمين ومسيحيين، فكانت أيام شهر رمضان الفضيل متزامنة مع خميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة، كل عام ونحن أمة كريمة ووطن عظيم، وطن يجمعنا بالخير والسلام والمحبة.

 

السيدات والسادة،

إن العهد الذي بيني وبينكم منذ أن تشرفت بالمهمة التي كلفت بها بأمر الشعب المصري العظيم، هو عهد الصدق في القول والإخلاص في العمل والنوايا والتجرد من كل انتماء، الانتماء لله والوطن ابتغاءً لوجه الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل إنفاذ إرادة الأمة وتحقيق أحلام أبنائها كانت خطواتنا ثابته وراسخة وعزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا العزيزة، وعلى مدار سنوات مضت كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا في اجتيازها كانت أعظم، وكانت حملات التشكيك والتشويه ممنهجة ومكثفة فكانت الإنجازات هي الرد عليها، كان الإرهاب الغاشم يسعى للنيل من عزيمتنا وإرادتنا فكانت دماء المصريين و تضحياتهم هي الثمن المدفوع لتبقى مصرنا عزيزةً وقادرة.

وبقراءة سريعة على دفتر الإنجاز اليومي القومي على مدار السنوات التي تلت ثورتنا العظيمة في ٣٠ من يونيو ٢٠١٣ نجد إننا معًا قد صنعنا مجدًا نفتخر به مجددًا، صنعته دماء الشهداء الأبرار وسواعد العمال والفلاحين الشرفاء وعقول العلماء والمفكرين والمثقفين، وأصبح الوطن مساحة مشتركة تجتمع فيها أحلامنا للغد، وفي سبيل إعادة بناء قدرات الدولة المصرية تحملنا معًا، دولة وشعبًا، تحديات هائلة وضغوطات كثيرة فقد توالت جهود إعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة مع تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، وقد تحمل المواطن المصري الآثار الناجمة عن تلك الإصلاحات وكانت في طليعة المسيرة المرأة المصرية العظيمة، والتي لم تتواني في لحظة عن أن تكون في مقدمة صفوف العمل الوطني.

وقد تحققت ثمار الإصلاح وانعكست على مؤشرات الاقتصاد الكلي، فقد حققت مشروعات البنية التحتية والطاقة نتائج مذهلة عززت من قدرات الدولة ورفعت من قيمة أصولها وجعلت مصر مقصدًا للاستثمار الأجنبي، كما انخفضت معدلات البطالة بعد أن وفرت المشروعات القومية المنفذة فرصًا للعمالة كما تم تحقيق نقلة نوعية في إنشاء مدن الجيل الرابع بعد أن تم إنشاء عدد من المدن الجديدة بطول الجمهورية وعرضها لسد الفجوة ما بين الطلب على الإسكان والمعروض، وذلك لتوفير الوحدات السكنية اللازمة لشباب مصر.

ودارت عجلة البناء والإنتاج في كل المجالات والقطاعات، وكان المواطن المصري وتوفير مقومات جودة الحياة هو الهدف الأنبل والغاية السامية، فأطلقنا مبادرات للصحة حققت نتائج ملموسة ومؤثرة انعكست إيجابًا على صحة المصريين، كما تم إطلاق المرحلة الأولى من أكبر مشروع تنموي لتطوير الريف المصري في التاريخ "حياة كريمة"، إذن تضمن الدولة انعكاسًا مباشرًا لمعدلات النمو على المواطن الأكثر احتياجًا في الريف المصري، ولضمان تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادى بها المصريين في يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ فقد تم إقرار حزمة معتبرة من إجراءات الحماية الاجتماعية لتوفير مظلة آمنة للفئات الأكثر احتياجًا، ولم تنحصر جهود الدولة في المجال الاقتصادي فقط إنما سعت الدولة المصرية إلى ترسيخ مفهوم امتلاك القدرة فطورت قدراتها الأمنية والعسكرية، وكانت تلك ضرورة حتمية وسط إقليم تعصف به رياح الاضطراب والصراع وقد باتت هذه القدرات اليوم ضمانًا لحماية مقدرات هذا الوطن وظهيرًا لاستقراره، كما نجحت الدولة المصرية في إعادة رسم أنماط علاقاتها الدولية والإقليمية بناءً على مفهوم الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة والدفاع عن الأمن القومي المصري بدوائره القريبة والبعيدة.

 

السيدات والسادة،

الشعب المصري العظيم،

كل مشاهد ومراقب لتطور الدولة المصرية منذ ٢٠١٤ وحتى اليوم يمكنه أن يسرد قصة أمة عظيمة استطاعت في أقل من عقد من الزمان أن تحمي نفسها من السقوط، وتحول مكر الذين أرادوا لها الفشل إلى إرادة وعزيمة، لتتحول إلى دولة رائدة في إقليمها شابةً في أحلامها قويةً بأبنائها، لم تنل منهم تهديدات الإرهاب أو تشكيك وكذب من هنا وهناك، واليوم يواجه العالم ومصر أزمة عالمية مركبة ناجمة عن الآثار التي خلفتها جائحة كورونا وعواقب الصراع الروسي الأوكراني، تلك الأزمة التي تسببت في ارتفاع مستويات التضخم العالمية و حالة من الكساد التجاري وأزمة في سلاسل الإمداد، ومصر تواجه هذه الأزمة التي ألمت بالعالم بقدرات متطورة، وخطة عمل فاعلة عكفت على إعدادها الحكومة وكافة أجهزة مؤسسات الدولة بحيث تتحول هذه الأزمة إلى فرص لتطوير وتنمية الاقتصاد المصري، مع الوضع في الاعتبار العمل من أجل تقرير لآثار مباشرة على المواطن قدر الإمكان من خلال التنسيق والتعاون بين الدولة ومؤسساتها من جهة ومؤسسات المجتمع المدني وشركاء التنمية من جهة أخرى وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تضررًا.

 

شعب مصر العظيم،

إن تضحيات المصريين وأحلامهم هي ضمان بقاء أمتنا العظيمة، ومثلما عبرنا معًا التحديات السابقة سنعبر ونجتاز أيضًا التحديات الحالية، في ذلك الحضور من ممثلي الشعب الذين اجتمعوا على مائدة الأسرة المصرية أعلن لكم بكلمات واضحة وبلسانٍ مصريٍ مبين بأننا نجدد العهد بأن تجمعنا المساحات المشتركة في وطننا الغالي لنبني مصر المستقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك أؤكد لكم بأنني قررت ما يلي:

أولًا: تكليف الحكومة بعقد مؤتمر صحفي عالمي لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي تشمل تنفيذ إجراءات عاجلة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والتحول الرقمي، وتوجيه كل الدعم اللازم للمستثمرين المصريين في كافة المجالات السياحية والصناعية والزراعية والتطوير العقاري والتحول الرقمي.

ثانيًا: إطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر، مع تقديم عدد من الحوافز في صورة أراضي بحق الانتفاع وإعفاء من الضرائب لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى تقديم أوجه الدعم اللازم لتقنين الأوضاع للمخالفين وتقديم الدعم الفني والمادي اللازم للمتعثرين.

ثالثًا: تكليف أجهزة ومؤسسات الدولة بالاستمرار في دعم مبادرة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي التي نفذتها خلال الشهرين الماضيين لتقديم الدعم والحماية الاجتماعية لعدد تسعة ملايين أسرة مع قيام الحكومة بدعم التحالف بقيمة ٩ مليارات جنيه حتى نهاية العام الجاري، وادعوني في هذا الجمع الكريم أن أتقدم لجميع أعضاء هذا التحالف من جمعيات ومؤسسات بالتحية والتقدير على الجهد المبذول والتنسيق والتكامل مع مؤسسات الدولة المختلفة لإنجاح هذا النموذج الناجح للتعاون بين الدولة والمجتمع المدني.

رابعًا: انطلاقًا من الإعلان عام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدني فإنني أدعو كافة الأجهزة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ووزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي لحقوق الإنسان لتقديم الدعم للعمل الأهلي والمجتمعي واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل المجتمعي بما يخدم أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.

خامسًا: تكليف الحكومة وكافة الأجهزة المعنية بتعزيز كافة أوجه الدعم المقدم لمزارعي القمح في مصر وذلك بزيادة المحفزات المقدمة للمزارعين سواء كانت مادية أو خدمية وبما يحقق زيادة في الاكتفاء الذاتي من القمح.

سادسًا: إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب على أن توصل قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة، ولا أخفي عليكم سعادتي البالغة في خروج دفعات لعددٍ من أبناءنا الذين تم الإفراج عنهم خلال الأيام الماضية وأقول لهم إن الوطن يتسع لنا جميعًا وإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية.

سابعًا: تكليف الوزارات والمؤسسات والأجهزة التي ساهمت في توفير السلع الأساسية للمواطنين من خلال المعارض المختلفة التي تم إقامتها على مستوى محافظات الجمهورية باستمرار عمل هذه المعارض بتقديم كافة السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مدعمة وحتى نهاية العام الجاري.

ثامنًا: تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة ورفع نتائج هذا الحوار إلي شخصيًا مع وعد بقيامي بحضور هذه الحوارات في مراحلها النهائية.

تاسعًا: قيام الحكومة بإعلان عن خطة واضحة يتم الالتزام بها لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي وكذا عجز الموازنة على مدار الأربع سنوات القادمة.

عاشرًا: قيام الحكومة بطرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية تهدف إلى مضاعفة أحجام وأعداد الشركات المقيد لها أوراق مالية والمستثمرين المحليين والأجانب والمؤسسات المختلفة.

الحادي عشر: تكليف الحكومة بالإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأوصول المملوكة للدولة بمستهدف عشرة مليار دولار سنويًا ولمدة أربع سنوات.

الثاني عشر: قيام الحكومة بالبدء في طرح حصص من شركات مملوكة للدولة في البورصة المصرية ومن ضمنها الشركات المملوكة للقوات المسلحة وذلك قبل نهاية هذا العام.

الثالث عشر: استكمال سداد المديونية الخاصة لعدد ٧٠٠ من الغارمين والغارمات المتواجدين في السجون بتكلفة مالية تصل إلى ٤٥ مليون جنيه لإخلاء سبيلهم وذلك كدفعة أولى من المساعدات الموجهة لهم ولأسرهم والعمل على دمجهم في الحياة العامة وتمكينهم اقتصاديًا.

وفي نهاية حديثي وسط هذا الجمع الكريم الثري من أبناء شعب مصر العظيم أؤكد لكم جميعًا بأن هذا الوطن العزيز أقوى مما يتصور المتربصون به وأغلى مما يظن المشككين فيه، ومصرنا الغالية القوية التي تخطي خطواتها الأولى لتدشين الجمهورية الجديدة إنما هي قادرة على تخطي الصعاب وإحالة التحديات إلى فرص.
مصر الجديدة هي دولة ديمقراطية مدنية حديثة تتسع لكل أبنائها وتسعى للسلام والبناء والتنمية، مصر التي خضبت دماء الشهداء أرضها الطيبة وصنع مجدها سواعد أبنائها وزرع لها الأمل فلاحوها ويصنع لها المستقبل عمالها وتشع بالنور ثقافةً وفنًا وعلمًا بعقول علماءها.

مصر الوطن الذي تردد له وبه دائمًا تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.