الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

مؤتمر إعادة إعمار غزة

- افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيرة الفلسطيني مؤتمر إعادة إعمار غزة

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ووزراء خارجية وممثلي نحو ٥٠ دولة عربية وأجنبية و٢٠ منظمة إقليمية ودولية، واحدًا من أكبر التجمعات الدولية، "مؤتمر إعادة إعمار غزة "، وسط حالة من التضامن العالمي مع فلسطين، وعقد المؤتمر تحت الرئاسة المشتركة لمصر والنرويج، واستغرق يومًا واحدًا، وعبر أكثر من مسئول دولي رفيع، عن ضرورة أن يكون هذا اللقاء هو آخر مؤتمر يعقد لإعادة إعمار غزة، الأمر الذي يفرض ضرورة السعي للتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش المؤتمر في جلستين منفصلتين احداهما بحضور وزير الخارجية سامح شكري ووزير خارجية النرويج بورج برندي.

تناولت المباحثات الخطط والتقارير التي ستطرح خلال المؤتمر لسرعة إعادة إعمار غزة، كما تناول اللقاء التحرك السياسي الخاص بالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى موضوع المصالحة الوطنية.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر إعادة إعمار غزة

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، في مؤتمر إعادة إعمار غزة:

فخامة الرئيس محمود عباس ... رئيس دولة فلسطين،

أصحاب السمو والمعالى،

السيدات والسادة،

يطيب لي في البداية أن أرحب بكم على أرض مصر، بيت العروبة، وأن أنقل لكم تحية شعب مصر العظيم الذي يعتز بحضوركم اليوم إلى القاهرة، ويقدر استجابتكم لهذه الدعوة التي بادرت بتوجيهها إليكم جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج الصديقة، لكى نؤكد تضامننا جميعًا مع شعب فلسطين الشقيق في محنته، وحتى نتفق معًا على أفضل السُبل لتوفير الدعم اللازم لقيادته الشرعية ولحكومته الوطنية في جهودهما لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي كان وسيظل جزءًا أصيلًا من دولة فلسطين التي نتطلع إلى استقلالها وتمتع شعبها بكامل حقوقه المشروعة على كل بقعةً من أراضيها.

السيدات والسادة،

يُمثل هذا المؤتمر خطوة هامة لا غنى عنها لدعم الجهود المصرية التي انطلقت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، فلقد حملت مصر على عاتقها مسئولية حقن الدماء والحفاظ على أرواح الفلسطينيين الأبرياء وصيانة مقدرات الشعب الفلسطيني، وواصلت مساعيها دون كلل منذ أن أعلنت مبادرتها لوقف إطلاق النار، حيث رعت عدة جولات تفاوضية خلال واحد وخمسين يومًا من القتال، إلى أن نجحت ـ رغم الصعاب التي أعاقت جهودها المخلصة ـ في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في السادس والعشرين من أغسطس الماضي. كما استمرت جهود مصر لمتابعة ذلك الإنجاز لضمان تثبيته، وهو ما تحقق من خلال دعوتها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة في الشهر الماضي للتوصل إلى تفاهمات حول القضايا المعلقة، وتوافقهما على مواصلة المفاوضات خلال النصف الثاني من الشهر الجاري.

وبالتوازي مع ذلك، عملت مصر على رأب الصدع الفلسطيني من منطلق مسئوليتها تجاه رعاية جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وأثمرت مساعيها عن التوصل إلى تفاهمات حول قضايا المصالحة، الأمر الذي يعزز عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وممارسة حكومة التوافق الوطني لمسئولياتها نحوه، تأكيدًا لوحدة الأراضي الفلسطينية تحت راية واحدة وعنوان وحيد للشرعية.

ولم تكتفِ مصر بأن تمارس دورها سياسيًا، بل امتد جهدها ليشمل البعد الإنساني عبر توفير احتياجات الأشقاء الفلسطينيين من المؤن الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية.. بالإضافة إلى توفير العلاج للجرحى والمصابين بالمستشفيات المصرية، وستظل مصر ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني وبمساندة قضيته العادلة، تعبيرًا عن مواقف أصيلة وأخوة حقيقية تؤكد بهما مصر أن القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية العرب الأساسية.

إن ما قامت به مصر على تلك الأصعدة يؤسس أرضية مناسبة لتفعيل التحرك الدولي العاجل والمطلوب، بالتنسيق والتعاون مع الحكومة الفلسطينية، لإعادة الإعمار وإصلاح الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة الأخيرة. فعملية إعادة الإعمار وتلبية احتياجات المواطنين في قطاع غزة تستند إلى محورين أساسيين وهما: التهدئة الدائمة، وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها في القطاع، وعلينا جميعًا أن نرتكز عليهما وألا نخذل الشعب الفلسطيني الذي يُعلق على هذا المؤتمر آمالًا كبيرة، لكنها أكثر تواضعًا إذا ما قيست بإمكانيات المجتمع الدولي.

السيدات والسادة،

إن انعقاد هذا المؤتمر يوجه دون شك رسالة هامة إلى شعب فلسطين وإلى المنطقة والمجتمع الدولي بأسره. وهذه الرسالة لا تتعلق فحسب بالتعاطف والمؤازرة والاستعداد لبذل الدعم والمساندة، لكنها تتناول أيضًا ضرورة وضع حد لاستمرار الوضع القائم، وعلى استحالة العودة إليه، أو محاولة تحقيق استقرار مؤقت لن يدوم طويلًا. وتلك كلها استخلاصات صحيحة، يعززها اقتناعنا جميعًا بأن الطريق الوحيد لاستدامة السلم والأمن لكل شعوب المنطقة هو التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة، استكمالًا لمسيرة السلام التي بدأتها مصر في سبعينيات القرن الماضي.

فلا بديل عن هذه التسوية حتى يتسنى للشعب الفلسطيني التفرغ للبناء دون أن يخشى تدمير ما بناه بسواعده وبدعمكم. كما أنه لا يخفى عليكم أن استمرار حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة طالما وفر الذرائع، لمن يدعون الدفاع عنها، لزرع بذور الاستعداء والشقاق ولاختلاق المحاور ولمحاولة فرض الوصاية على شعب فلسطين الشقيق بدعوى دعمه لتحقيق تطلعاته. وبالتالي، فإن علينا أن نعمل لكي نحرم كل هؤلاء من فرصة استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم، وفى ذات الوقت لنؤكد تمسكنا بالقيم والمبادئ الإنسانية وبالقانون والشرعية الدولية التي نتمسك جميعًا بها.

السيدات والسادة،

لقد ساهمت مصر ودعمت بشكل إيجابي كل المبادرات والتحركات الصادقة التي استهدفت تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أسس عادلة وسليمة. ومن هذا المنطلق، أعربت مصر في عدة مراحل عن تقديرها للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها تلك التي تعثرت في شهر إبريل الماضي. كما أنها دأبت أيضًا على التحذير من عواقب تزايد التوتر والتصعيد غير المبرر قبل اندلاع القتال في قطاع غزة، والذي مثل إنذارًا خطيرًا لكل الأطراف من عواقب الانزلاق إلى دائرة العنف والتدمير.

إن مصر، إذ تدرك المخاطر والتحديات التي تحيط بمنطقتها، ومن منطلق دورها التاريخي والإقليمي ورؤيتها القائمة على مبادئ ثابتة وقيم راسخة، لتدعو إلى السعي بإرادة وتصميم لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة. وهذه دعوة لا أوجهها لقادة وزعماء الدول فحسب، لكنني حريص على أن تسمعها شعوب المنطقة كلها، تلك الشعوب التي كابدت ويلات الحروب، وحزنت لسقوط الضحايا، ومازالت تضمد الجرحى وتسمع أنين المصابين. ومن هنا فإنني أنادى الإسرائيليين شعبًا وحكومة: لقد حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء، للوفاء بالحقوق، لإقامة العدل حتى يعم الرخاء ويُحْصَد الأمان. كما أثق في أنكم جميعًا تشاركونني النداء إلى كل أم وأب، إلى كل طفل وشيخ، في فلسطين وفى إسرائيل، كي نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار، ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة. تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع إليه، والذي يحتم علينا أن يكون ميراثنا للأجيال القادمة.

السيدات والسادة،

أرحب بكم مرة أخرى على أرض مصر، وأجدد تقدير جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج الصديقة لاستجابتكم لدعوتهما، وأتمنى مخلصًا أن تكون نتائج هذا المؤتمر على قدر توقعات وآمال شعب فلسطين وشعوب المنطقة بأكملها. كما أؤكد لكم استعداد مصر لتقديم كل دعم ممكن بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي؛ اِتساقًا مع دورها التاريخي والمسئول إزاء أمتها ومنطقتها وإقرارًا لمبادئ الحق والقانون والشرعية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

- عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مع نظيره الفلسطيني

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر إعادة إعمار غزة، وذلك في لقاء موسع ضم وفدي البلدين.

استهل الرئيس الفلسطيني اللقاء بالتعبير عن خالص شكر الدولة الفلسطينية لمصر، قيادة وحكومة وشعبًا، على الجهود الدؤوبة التي بذلتها وما زالت لنصرة القضية الفلسطينية، والتي لم تتوقف عند حدود وقف إطلاق النار أو إقرار الهدنة وتحقيق المصالحة، ولكنها امتدت لتشمل المساهمة الفاعلة في تنظيم واستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة، وهي الخطوة التي كان لها أكبر الأثر في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني.

أكد السيد الرئيس أثناء اللقاء على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأساسية والمحورية، وأن مصر ستظل تواصل دورها وجهودها لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، وصولا إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ القدس الشرقية.

أشار السيد الرئيس إلى أهمية الإسراع في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، لتحسين الأوضاع الإنسانية والأحوال المعيشية للأشقاء في قطاع غزة، لاسيما مع قرب حلول فصل الشتاء وقد نوًه الرئيس الفلسطيني إلى أن السلطة الفلسطينية ستعمل على تنسيق دخول المساعدات ومواد البناء من خلال المعابر، بحيث يمكن توفير الاحتياجات والمستلزمات الأساسية لسكان القطاع.

 

 

Icon
Icon
Icon
١٢ / ١٠ / ٢٠١٤ - ١٢ / ١٠ / ٢٠١٤

مؤتمر إعادة إعمار غزة

- افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيرة الفلسطيني مؤتمر إعادة إعمار غزة

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ووزراء خارجية وممثلي نحو ٥٠ دولة عربية وأجنبية و٢٠ منظمة إقليمية ودولية، واحدًا من أكبر التجمعات الدولية، "مؤتمر إعادة إعمار غزة "، وسط حالة من التضامن العالمي مع فلسطين، وعقد المؤتمر تحت الرئاسة المشتركة لمصر والنرويج، واستغرق يومًا واحدًا، وعبر أكثر من مسئول دولي رفيع، عن ضرورة أن يكون هذا اللقاء هو آخر مؤتمر يعقد لإعادة إعمار غزة، الأمر الذي يفرض ضرورة السعي للتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش المؤتمر في جلستين منفصلتين احداهما بحضور وزير الخارجية سامح شكري ووزير خارجية النرويج بورج برندي.

تناولت المباحثات الخطط والتقارير التي ستطرح خلال المؤتمر لسرعة إعادة إعمار غزة، كما تناول اللقاء التحرك السياسي الخاص بالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى موضوع المصالحة الوطنية.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر إعادة إعمار غزة

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، في مؤتمر إعادة إعمار غزة:

فخامة الرئيس محمود عباس ... رئيس دولة فلسطين،

أصحاب السمو والمعالى،

السيدات والسادة،

يطيب لي في البداية أن أرحب بكم على أرض مصر، بيت العروبة، وأن أنقل لكم تحية شعب مصر العظيم الذي يعتز بحضوركم اليوم إلى القاهرة، ويقدر استجابتكم لهذه الدعوة التي بادرت بتوجيهها إليكم جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج الصديقة، لكى نؤكد تضامننا جميعًا مع شعب فلسطين الشقيق في محنته، وحتى نتفق معًا على أفضل السُبل لتوفير الدعم اللازم لقيادته الشرعية ولحكومته الوطنية في جهودهما لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي كان وسيظل جزءًا أصيلًا من دولة فلسطين التي نتطلع إلى استقلالها وتمتع شعبها بكامل حقوقه المشروعة على كل بقعةً من أراضيها.

السيدات والسادة،

يُمثل هذا المؤتمر خطوة هامة لا غنى عنها لدعم الجهود المصرية التي انطلقت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، فلقد حملت مصر على عاتقها مسئولية حقن الدماء والحفاظ على أرواح الفلسطينيين الأبرياء وصيانة مقدرات الشعب الفلسطيني، وواصلت مساعيها دون كلل منذ أن أعلنت مبادرتها لوقف إطلاق النار، حيث رعت عدة جولات تفاوضية خلال واحد وخمسين يومًا من القتال، إلى أن نجحت ـ رغم الصعاب التي أعاقت جهودها المخلصة ـ في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في السادس والعشرين من أغسطس الماضي. كما استمرت جهود مصر لمتابعة ذلك الإنجاز لضمان تثبيته، وهو ما تحقق من خلال دعوتها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة في الشهر الماضي للتوصل إلى تفاهمات حول القضايا المعلقة، وتوافقهما على مواصلة المفاوضات خلال النصف الثاني من الشهر الجاري.

وبالتوازي مع ذلك، عملت مصر على رأب الصدع الفلسطيني من منطلق مسئوليتها تجاه رعاية جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وأثمرت مساعيها عن التوصل إلى تفاهمات حول قضايا المصالحة، الأمر الذي يعزز عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وممارسة حكومة التوافق الوطني لمسئولياتها نحوه، تأكيدًا لوحدة الأراضي الفلسطينية تحت راية واحدة وعنوان وحيد للشرعية.

ولم تكتفِ مصر بأن تمارس دورها سياسيًا، بل امتد جهدها ليشمل البعد الإنساني عبر توفير احتياجات الأشقاء الفلسطينيين من المؤن الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية.. بالإضافة إلى توفير العلاج للجرحى والمصابين بالمستشفيات المصرية، وستظل مصر ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني وبمساندة قضيته العادلة، تعبيرًا عن مواقف أصيلة وأخوة حقيقية تؤكد بهما مصر أن القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية العرب الأساسية.

إن ما قامت به مصر على تلك الأصعدة يؤسس أرضية مناسبة لتفعيل التحرك الدولي العاجل والمطلوب، بالتنسيق والتعاون مع الحكومة الفلسطينية، لإعادة الإعمار وإصلاح الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة الأخيرة. فعملية إعادة الإعمار وتلبية احتياجات المواطنين في قطاع غزة تستند إلى محورين أساسيين وهما: التهدئة الدائمة، وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها في القطاع، وعلينا جميعًا أن نرتكز عليهما وألا نخذل الشعب الفلسطيني الذي يُعلق على هذا المؤتمر آمالًا كبيرة، لكنها أكثر تواضعًا إذا ما قيست بإمكانيات المجتمع الدولي.

السيدات والسادة،

إن انعقاد هذا المؤتمر يوجه دون شك رسالة هامة إلى شعب فلسطين وإلى المنطقة والمجتمع الدولي بأسره. وهذه الرسالة لا تتعلق فحسب بالتعاطف والمؤازرة والاستعداد لبذل الدعم والمساندة، لكنها تتناول أيضًا ضرورة وضع حد لاستمرار الوضع القائم، وعلى استحالة العودة إليه، أو محاولة تحقيق استقرار مؤقت لن يدوم طويلًا. وتلك كلها استخلاصات صحيحة، يعززها اقتناعنا جميعًا بأن الطريق الوحيد لاستدامة السلم والأمن لكل شعوب المنطقة هو التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة، استكمالًا لمسيرة السلام التي بدأتها مصر في سبعينيات القرن الماضي.

فلا بديل عن هذه التسوية حتى يتسنى للشعب الفلسطيني التفرغ للبناء دون أن يخشى تدمير ما بناه بسواعده وبدعمكم. كما أنه لا يخفى عليكم أن استمرار حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة طالما وفر الذرائع، لمن يدعون الدفاع عنها، لزرع بذور الاستعداء والشقاق ولاختلاق المحاور ولمحاولة فرض الوصاية على شعب فلسطين الشقيق بدعوى دعمه لتحقيق تطلعاته. وبالتالي، فإن علينا أن نعمل لكي نحرم كل هؤلاء من فرصة استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم، وفى ذات الوقت لنؤكد تمسكنا بالقيم والمبادئ الإنسانية وبالقانون والشرعية الدولية التي نتمسك جميعًا بها.

السيدات والسادة،

لقد ساهمت مصر ودعمت بشكل إيجابي كل المبادرات والتحركات الصادقة التي استهدفت تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أسس عادلة وسليمة. ومن هذا المنطلق، أعربت مصر في عدة مراحل عن تقديرها للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها تلك التي تعثرت في شهر إبريل الماضي. كما أنها دأبت أيضًا على التحذير من عواقب تزايد التوتر والتصعيد غير المبرر قبل اندلاع القتال في قطاع غزة، والذي مثل إنذارًا خطيرًا لكل الأطراف من عواقب الانزلاق إلى دائرة العنف والتدمير.

إن مصر، إذ تدرك المخاطر والتحديات التي تحيط بمنطقتها، ومن منطلق دورها التاريخي والإقليمي ورؤيتها القائمة على مبادئ ثابتة وقيم راسخة، لتدعو إلى السعي بإرادة وتصميم لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة. وهذه دعوة لا أوجهها لقادة وزعماء الدول فحسب، لكنني حريص على أن تسمعها شعوب المنطقة كلها، تلك الشعوب التي كابدت ويلات الحروب، وحزنت لسقوط الضحايا، ومازالت تضمد الجرحى وتسمع أنين المصابين. ومن هنا فإنني أنادى الإسرائيليين شعبًا وحكومة: لقد حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء، للوفاء بالحقوق، لإقامة العدل حتى يعم الرخاء ويُحْصَد الأمان. كما أثق في أنكم جميعًا تشاركونني النداء إلى كل أم وأب، إلى كل طفل وشيخ، في فلسطين وفى إسرائيل، كي نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار، ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة. تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع إليه، والذي يحتم علينا أن يكون ميراثنا للأجيال القادمة.

السيدات والسادة،

أرحب بكم مرة أخرى على أرض مصر، وأجدد تقدير جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج الصديقة لاستجابتكم لدعوتهما، وأتمنى مخلصًا أن تكون نتائج هذا المؤتمر على قدر توقعات وآمال شعب فلسطين وشعوب المنطقة بأكملها. كما أؤكد لكم استعداد مصر لتقديم كل دعم ممكن بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي؛ اِتساقًا مع دورها التاريخي والمسئول إزاء أمتها ومنطقتها وإقرارًا لمبادئ الحق والقانون والشرعية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

- عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مع نظيره الفلسطيني

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٤/١٠/١٢)، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر إعادة إعمار غزة، وذلك في لقاء موسع ضم وفدي البلدين.

استهل الرئيس الفلسطيني اللقاء بالتعبير عن خالص شكر الدولة الفلسطينية لمصر، قيادة وحكومة وشعبًا، على الجهود الدؤوبة التي بذلتها وما زالت لنصرة القضية الفلسطينية، والتي لم تتوقف عند حدود وقف إطلاق النار أو إقرار الهدنة وتحقيق المصالحة، ولكنها امتدت لتشمل المساهمة الفاعلة في تنظيم واستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة، وهي الخطوة التي كان لها أكبر الأثر في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني.

أكد السيد الرئيس أثناء اللقاء على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأساسية والمحورية، وأن مصر ستظل تواصل دورها وجهودها لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، وصولا إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ القدس الشرقية.

أشار السيد الرئيس إلى أهمية الإسراع في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، لتحسين الأوضاع الإنسانية والأحوال المعيشية للأشقاء في قطاع غزة، لاسيما مع قرب حلول فصل الشتاء وقد نوًه الرئيس الفلسطيني إلى أن السلطة الفلسطينية ستعمل على تنسيق دخول المساعدات ومواد البناء من خلال المعابر، بحيث يمكن توفير الاحتياجات والمستلزمات الأساسية لسكان القطاع.