الموقع يستخدم ملفات الارتباط Cookies ، وإذا تابعت التصفح فإنك توافق على هذا

القمة الأفريقية الثانية والثلاثين

- توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أديس بابا لتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي

توجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة تاريخية وتسلمَ سيادته رئاسة الاتحاد الأفريقي يوم الأحد ١٠ فبراير الجاري ولمدة عام، ثم ترأس سيادته لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد.

رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، للمرة الأولى منذ نشأته عام ٢٠٠٢ خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية، تعد تتويجًا لجهود مصر بقيادة السيد الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيدًا لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير الذي انعكس بالمقابل في منح مصر والسيد الرئيس الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية الدؤوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية في غدٍ أفضل وقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التي تواجه القارة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف الأفريقية المشتركة للتعامل مع تلك التحديات ولتضطلع أفريقيا بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق الحثيث ما بين مصر وأشقائها من الدول الأفريقية. 

عُقدت القمة الافريقية  تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، والذي يأتي اختياره مواكبًا لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقًا لمُقاربة شاملة في إطار من المسئولية الجماعية.

شهدت أعمال القمة تناولًا مكثفًا لعدد من أهم الموضوعات التي تشغل الشعوب الأفريقية، والتي تندرج بالأساس تحت محوري التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد الأفريقي.

بالنسبة للمحور التنموي؛ فناقشت القمة عددًا من موضوعات التنمية المستدامة في إطار أجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣، أبرزها مسألة التكامل والاندماج الإقليمي من خلال تطوير البنية التحتية القارية ومشروعات الربط القاري، ومتابعة جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتعظيم التنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات لحشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية في أفريقيا، ودفع المساعي القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبي لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا. 

فيما يتعلق بمحور السلم والأمن؛ فتم التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات في أفريقيا، فضلًا عن المساعي القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام ٢٠٢٠، وكذلك جهود إعادة إحياء السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الأفريقية.

 

(فعاليات اليوم الأول)

 

- استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الكونغو الديمقراطية

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، السيد فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بمقر إقامة سيادته بأديس أبابا.

قام السيد الرئيس بتجدد التهنئة للرئيس "تشيسيكيدي" على الثقة التي منحها إياه الشعب الكونغولي الشقيق عقب نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية التي أجرتها الكونغو الديمقراطية مؤخرًا، مشيدًا سيادته في هذا الإطار بالوعي الشعبي لأهمية تلك الانتخابات ودعم نتائجها في الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد، الأمر الذي أفضى إلى التوافق حول الانتقال الهادىء للسلطة إلى الرئيس المنتخب، ومؤكدًا عزم مصر الاستمرار في تقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية تمثل نموذجًا للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل.

ثمًًن الرئيس "تشيسيكيدي" تميز علاقات الصداقة والروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين، مؤكدًا حرصه على الاستمرار في تدعيم تلك العلاقات على جميع الأصعدة، لا سيما في إطار المجالات التنموية والفنية المختلفة، وذلك بالتوازي مع دفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين وتعظيم آليات التشاور والتنسيق بينهما في شتى المحاور.

أشاد الرئيس الكونغولي بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على السلام والاستقرار في الكونغو الديمقراطية بعيدًا عن أي دوافع شخصية، والمساندة الدبلوماسية الحثيثة لها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، مستعرضًا في هذا الصدد التطورات الخاصة بالمسار السياسي في البلاد في أعقاب نجاح الانتخابات.

أعرب سيادته عن تقدير مصر العميق لحرص الرئيس "تشيسيكيدي" على تعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة، مثمنًا سيادته في هذا الصدد موقف الكونغو الديمقراطية المساند لمصر فيما يتعلق بموضوعات مياه النيل، ومؤكدًا تطلعنا لأن تكون التطورات الجارية في الكونغو الديمقراطية بمثابة القوة الدافعة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها من خلال الاستفادة من الموارد الغنية والقدرات البشرية التي تمتلكها، مع التشديد على أن مصر ستواصل العمل على دعم الشعب الكونغولي الشقيق سياسيًا وتنمويًا لضمان الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، سواء من خلال رئاستنا المرتقبة للاتحاد الأفريقي أو أطر التعاون الثنائي القائمة.

أكد السيد الرئيس تطلع مصر للارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور السياسي الثنائي مع الكونغو الديمقراطية، لا سيما من خلال عقد اللجنة المشتركة بين الجانبين، كما وجه السيد الرئيس الدعوة للرئيس الكونغولي لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة.

 

- استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سكرتير عام الأمم المتحدة

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك بمقر إقامة سيادته بأديس أبابا.

أعرب سيادته عن ترحيبه بلقاء سكرتير عام الأمم المتحدة، مؤكدًا سيادته تطلع مصر لأن تشهد فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي نقلة نوعية في اتجاه تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد والأمم المتحدة، وذلك تحت مظلة الأطر القائمة للتعاون بين المنظمتين، لا سيما في مجالي السلم والأمن والتنمية.

استعرض السيد الرئيس في هذا الإطار تصور مصر للأولويات والمحاور الموضوعية التي تعتزم الدفع بها في إطار الاتحاد الأفريقي خلال عام الرئاسة المصرية، والتي تستهدف بالأساس مواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندتي التنمية القارية والأممية في أفريقيا، ودفع مشروعات التكامل والاندماج الإقليمي، فضلًا عن تحقيق خطوات ملموسة على مسار تسوية النزاعات والوقاية منها في مختلف ربوع القارة، وكذلك استكمال وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها.

أكد السيد الرئيس كذلك ضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستوى الدولي لعملية الإصلاح داخل الأمم المتحدة، أخذًا في الاعتبار أهمية مشاركة القارة الأفريقية بصورة مؤثرة في عملية الإصلاح، منوهًا سيادته في هذا الخصوص إلى حرص مصر على الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتعزيز فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمي الراهن.

هنأ السيد "جوتيريش"، الرئيس عبد الفتاح السيسي على تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى تعويل الأمم المتحدة على القاهرة في تعزيز أوجه التعاون والتكامل مع الاتحاد، ومعربًا عن تقديره للتعاون الممتد بين مصر والأمم المتحدة، لا سيما من خلال المشاركة المصرية الفعالة في مختلف أنشطة المنظمة، ومؤكدًا دور مصر المحوري في أفريقيا، وحرص الجانب الأممي على تعزيز التعاون مع مصر لإرساء التنمية في محيطها الجغرافي المضطرب وصون السلم والأمن الإقليميين.

استعرض سكرتير عام الأمم المتحدة آخر تطورات عملية إصلاح الأمم المتحدة، لا سيما ما يتعلق بإعطاء الأولوية لجهود الوقاية من النزاعات لتحقيق استدامة السلام، وتفعيل المنظومة التنموية، مثمنًا في هذا الخصوص حرص مصر على استمرار التنسيق والتشاور مع المنظمة الأممية لدفع دورها.

شهد اللقاء تباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، خاصة الأوضاع فى كل من ليبيا ومنطقة القرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، حيث استعرض المسئول الأممي الجهود التي تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لمختلف تلك القضايا، كما أكد السيد الرئيس ثوابت سياسة مصر الخارجية في هذا الصدد التى تستند على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الدول وصون مقدرات شعوبها ودعم مؤسساتها الوطنية، وقد تم التوافق بشأن أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف خلال الفترة القادمة بين مصر والأمم المتحدة إزاء مختلف الملفات الإقليمية، لا سيما في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.

 

(فعاليات اليوم الثاني)

 

-  شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية مع كل من رئيس السودان ورئيس وزراء إثيوبيا

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، بأديس أبابا في قمة ثلاثية مع كل من الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد. ثم جاءت القمة الثلاثية امتدادًا للقاءات التي انطلقت بين زعماء الدول الثلاث منذ القمة الأفريقية في يناير ٢٠١٨، والتي تهدف بالأساس إلى توفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة، والتغلب على أية عراقيل في هذا الصدد، والعمل على تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا.

أكد السيد الرئيس في هذا الصدد أهمية العمل على ضمان إتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث، ويحول دون الافتئات على حقوق الأخرى.

أكد قادة الدول الثلاث خلال القمة الحاجة إلى مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد، تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة.

اتفق الزعماء الثلاثة على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات، والعمل المشترك لتحقيق التنمية لشعوب الدول الثلاث، من خلال العمل على التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، أخذًا في الاعتبار ما يجمع الدول الثلاث من مصير واحد.

تطرقت القمة الثلاثية إلى مُجمل أبعاد العلاقات القائمة بين الدول الثلاثة، وسبل تعزيز التعاون بينها، مع الاستمرار في التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، في افتتاح أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، والتي انعقدت خلال الفترة من ١٠ - ١١ فبراير الجاري بأديس أبابا. ثم القى سيادته الكلمة الافتتاحية للقمة، وذلك عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي من رواندا.

حيث تضمنت رؤية مصر تجاه سبل وآليات تعزيز العمل الأفريقي المشترك من أجل إيجاد عالم أفضل للشعوب الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بملفات التنمية، وتمكين المرأة والشباب، والسلم والأمن، والعلاقة مع الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد الأفريقي من الدول والمنظمات المانحة، فضلًا عن تناول أبرز محاور الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصةً من خلال تعزيز مساعي تحقيق التكامل الإقليمي في القارة عن طريق تطوير البنية التحتية الأفريقية، وكذلك دفع جهود الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية، وتطوير أنشطة الدبلوماسية الوقائية وإعادة الإعمار في القارة للحيلولة دون تفشي النزاعات بالقارة.

كما ناقشت الجلسة الافتتاحية موضوع عام ٢٠١٩ "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، حيث أكد السيد الرئيس أهمية العمل على تعزيز التعاون لمعالجة التحديات المتعلقة بتفشي ظاهرة اللجوء والنزوح بالقارة وابتكار حلول عملية سريعة التأثير وقوية المردود للتغلب عليها.

أعقبت الجلسة الافتتاحية جلسة مغلقة للقادة الأفارقة للتباحث بشأن تقرير حالة السلم والأمن في القارة، والذي استعرض الموقف بالنسبة لعدد من الأزمات في أفريقيا، وكذا جهود تطوير هيكل السلم والأمن الأفريقي، لا سيما في ضوء الانفراجة التي شهدتها الفترة الماضية في عدد من الملفات، كالقرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، فضلًا عن عرض مستجدات تطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام ٢٠٢٠، والتي تستند إلى رؤية طموحة لتحقيق التنمية كأساس للتحرك على طريق تحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات في القارة.

أشار السيد الرئيس إلى التهديدات الإرهابية التي تفاقمت في العديد من أركان أفريقيا، مستعرضًا سيادته في هذا الصدد تجربة مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومؤكدًا أن تماسك المؤسسات الوطنية في الدول الأفريقية وتعزيز التعاون الأمني فيما بينها سيؤدي دون شك إلى دحر كافة الكيانات الإرهابية المتوطنة بالقارة وسيجعل منها ظاهرةً عارضة.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

نص كلمة السيد الرئيس (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي:

" بسم الله الرحمن الرحيم"

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي... ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة،

الأخوة والأخوات،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن استهل كلمتي بالإعراب عن الامتنان والتقدير لأخي رئيس الوزراء أبي أحمد، وشعب إثيوبيا الشقيق على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أتقدم بالشكر لأخي فخامة الرئيس بول كاجامي على ما بذله من جهود صادقة لدفع العمل الأفريقي المُشترك وعلى جهده الدؤوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح الاتحاد الأفريقي، بما يجعله أكثر قدرة على إنجاز المسئوليات الهامة الموكلة إليه في ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التي تجابه المصالح الأفريقية، وأؤكد أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذي بدأناه سويًا للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخًا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعيًا نحو تطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الأفريقية.

أعربُ عن خالص التهاني لفخامة الأخ الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، بمناسبة اختياره لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي عام ٢٠٢٠، وكلي إيمان أن تعاوننا كترويكا رئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية في إطار العمل الأفريقي المُشترك، ويُعزز من تضامننا الأفريقي.
ويُسعدني كذلك أن أُرحب بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي، مُهنئًا إياهم بثقة شعوبهم، ومتمنيًا لهم خالص التوفيق والسداد في مهامهم، ومُتطلعًا للتعاون معهم لتعزيز العمل الأفريقي المُشترك.

السيدات والسادة،

أود أن أتوجه بالشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالي على الشرف الرفيع والثقة الغالية التي أوليتموها إلى مصر لقيادة دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام ٢٠١٩، الذي يمثل قمة العمل الأفريقي المشترك، والذي تجلى في أبهى صوره في ثورات التحرر الوطني في أفريقيا منذ خمسينات القرن الماضي، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح السياسي ضد الاستعمار كمحور مهم في سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهةً أساسيةً لكل الحركات الأفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطني من الاستعمار.
وها أنا أقف أمامكم اليوم، واعيًا لحجم المسئولية الكبيرة التي عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الأفريقي المُشترك في ظرف دولي وقاري دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية، في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوبوليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معًا للتدبر والتداول في شئون قارتنا المجيدة، وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا.

ولقد مضى أكثر من نصف قرنٍ على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا سويًا لبنة الوحدة الأفريقية هنا بأديس أبابا في مايو ١٩٦٣، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر" ليكن ميثاقًا لكل أفريقيا، ولتُعقد اجتماعات على كل المُستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق أفريقية مُشتركة"، كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلًا أمامنامُنذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت أفريقيا أن تقطع شوطاً طويلًا، واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام، وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار، وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري لدولنا وشعوبنا، سعيًا نحو بناء الإنسان الأفريقي. كما ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعًا هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الأفريقي، وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التي نستهدفها ونتطلع إليها، وكما قال الزعيم الغاني الراحل كوامي نكروما " في انقسامنا ضعف، وفي اتحادنا يمكن لأفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى في العالم".

السيدات والسادة،

أود في هذا المقام تأكيد أهمية ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية"، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجهنا. فأفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي والسقوط في براثن الأنماط المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التي لا تلائم واقعها. وبالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق في كافة أرجاء القارة بحلول عام ٢٠٢٠، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلًا لإنهاء الاقتتال في أفريقيا، وعلينا أن نستمر في السعي سويًا لطي تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات في أفريقيا، والتي نالت من آمال التنمية بالقارة.

كما يتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمُعالجة جذور الأزمات، ومن هنا أدعوكم أشقائي قادة أفريقيا للعمل معًا على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها، وتساهم في التئام جروح مجتمعاتنا. ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، والذي تستضيفه القاهرة، في أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية الدولة وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.

ويستمر العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل شامل ومُستدام كهدف استراتيجي لقارتنا، وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الأفريقي، كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية، لتتكامل دون تقاطع، بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات.
ويظل الإرهاب سرطانًا خبيثًا يسعى للتغلغل في أجساد الأوطان الأفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها. إن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سوياً في إطار جماعي وكاشف، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها، تظل هي الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يُقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التي تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية.
إن جسر الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجني الشعوب لثمار التنمية، يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية، ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، وفي هذا الإطار يسعدني الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامة خلال عام ٢٠١٩، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، لنبحث معاً آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقاً ملموساً في حياة الشعوب ويبث الأمل في نفوسهم.

السيدات والسادة،

تعقد قمة الاتحاد الأفريقي اليوم تحت عنوان "المهاجرون والعائدون والنازحون، نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عَرَض لأمراض مُتعددة؛ فانتشار النزاعات، ووحشية الإرهاب، وهمجية التطرف، وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشي الجفاف، كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم، لاسيما وأن آثار تلك الأزمات تنعكس على أفريقيا بالمقام الأول، حيثُ تصل أعداد اللاجئين إلى نحو ٨ مليون لاجئ ٩٠٪ منهم لاجئين داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى حوالي ١٨ مليون نازح، وهو ما يحثُنا على تبني مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطني القارة، واعتماد برامج إعادة إعمار مُستنيرة تُعيد تأهيل المُجتمعات وتهيئ الظروف لعودة النازحين لديارهم، فضلاً عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية مُتكاملة وجاذبة في أنحاء القارة لتوظيف الأيدي العاملة والعقول الأفريقية وإبقائها في أحضان قارتها الأم.

كما ينبغي في ذات السياق تكثيف تعاوننا العلمي للاستفادة من قُدرات القارة الطبيعية في تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المُتجددة والنظيفة، بما يُسهم في تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المُناخ التي نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا، وإذ تلتزم أفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقاً لاتفاق باريس للمُناخ، فإنها تدعو دول العالم المُتقدم إلى الالتزام بتعهداتها، لا سيما وأن هذه الدول هي الأكثر تأثيراً على مُناخ الأرض والأكثر استفادةً من مواردها.

السيدات والسادة،

استطاعت أفريقيا تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مُشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية مُتعددة الأطراف، الأمر الذي يحثنا على ترسيخ التوافق الأفريقي للدفاع عن المصالح الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل في امتلاكها لبرامج التنمية، وحق أفريقيا التاريخي في تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولي بما يعكس الموقف الأفريقي الموحد وفقًا لتوافق إيزوِلويني وإعلان سرت.
ويومًا تلو الآخر تستعيد المرأة الأفريقية العظيمة دورها المحوري في المساهمة في قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدي لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد. إليكن سيدات أفريقيا أقول، إن أمامكن الأُفق مضيئاً إلى مُنتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الأفريقية.
وإلى شباب أفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونُعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى مما ورثناها، وأن نفتح لكم أفاقًا أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدواتاً تمكنكم من قيادة دفة أفريقيا الآمنة القوية. وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائمًا بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا في مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم في براثن الإرهاب.
وإلى شرُكاء أفريقيا بدول العالم أقول، أن الشراكة مع أفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصاديًا وتنمويًا.

إن أفريقيا وهي تحرصُ على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الأفريقي مع مُختلف الشركاء الدوليين مُستهدفين بناء القُدرات الأفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي بأفريقيا.
ومن هذا المنبر توجه أفريقيا الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار في قارتنا، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا في شتى المجالات لا يلين.
وأُطالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها في تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دومًا أن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها. وقد آن الأوان لكي تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه أفريقيا، وتقدم شروطاً ومعاييرًا مرنة تسهم في تحقيق الدول الأفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة.

الأخوة والأخوات،

إن نجاحنا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدي يدًا واحدةً، وبالتالي علينا أن نعمل سويًا على تذليل المعوقات التي تواجه تعميق العمل الأفريقي المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور:
أولها: تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمي في أفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، لا سيما في إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقي كمشروع ربط القاهرة بريًا بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا.

وثاني هذه المحاور: هو دفع الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهو أحد أهم أولويات الاتحاد الأفريقي بما يساهم في تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الأفريقية على المستوى العالمي، وبالتالي تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها في أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل سويًا على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الأفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا.
ويمثل المحور الثالث والأخير: تتويجًا للمحورين السابقين، وهو السعي لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذي يتطلب بشكل رئيسي حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا.

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

إن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدي وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الأفريقية، ومن ثم فإن العمل الأفريقي المشترك لم يعد اختيارًا أمامنا وإنما أصبح أمرًا حتميًا في ظل ظرف دولي مليء بالتحديات والصعوبات التي لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادي، ومن هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجي أننا نعني ما نقول، وأن التضامن الأفريقي كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعارًا نظريًا. لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التي قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذي سميت هذه القاعة تيمنًا به، "أنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه"، ومن واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين وإلهامٍ لا ينضب في الاستناد طواعيةً وتحمسًا على صخرة التضامن الأفريقي التي طالما عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها.

تحيا أفريقيا وتحيا شعوبها العظيمة....

شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

 

(فعاليات اليوم الثالث)

 

- ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية

ترأس السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الإثنين الموافق ٢٠١٩/٢/١١)، بأديس أبابا أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.

شهد اليوم الثاني من القمة الأفريقية تحت رئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مغلقة تناولت التباحث بشأن عدد من التقارير المقدمة من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لاطلاع الاتحاد علي آخر المستجدات في الموضوعات ذات الاهتمام للقارة الأفريقية، ومن أهمها موضوعات تغير المناخ، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة من خلال أجندة أفريقيا ٢٠٦٣، والاندماج السياسي القاري، ومكافحة الفساد، ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتطوير كافة جوانب قطاع الصحة، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

اعتماد عدد من الصكوك والآليات القانونية التابعة للاتحاد الأفريقي، وهي معاهدة إنشاء الوكالة الأفريقية للأدوية، والنظام الأساسي للجنة الأفريقية للسمعيات والبصريات والسينما، والنظام الأساسي لإنشاء المعهد الأفريقي الدولي لتعليم النساء والفتيات في أفريقيا، وسياسة الاتحاد الأفريقي للعدالة الانتقالية.

شهدت كذلك الجلسة المغلقة اعتماد عدد من التعيينات في بعض لجان وأجهزة الاتحاد الأفريقي، وهي لجنة الاتحاد الأفريقي للقانون الدولي، واللجنة الأفريقية للخبراء حول حقوق الطفل ورفاهيته، ومجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد، ومجلس السلم والأمن، وتعيين خمسة أعضاء في لجنة الشخصيات الأفريقية البارزة المعنية بتقييم المرشحين لمناصب المفوضين.

أما بالنسبة لاعتماد المقررات الصادرة عن القمة؛ فقد أوكل إلى السيد الرئيس ريادة موضوع "إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات" بالاتحاد الأفريقي، وذلك في إطار العمل على ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" للحيلولة دون انتكاس بؤر النزاعات بالقارة، وربط تحقيق الاستقرار والسلام بالتنمية بما يراعي خصوصية دول القارة ويحمي حقها في الملكية الوطنية لمسار إعادة الإعمار والتنمية بها. كما تم اعتماد قرار المجلس التنفيذي بإسناد استضافة وكالة الفضاء الأفريقية لمصر.

أنتهت أعمال القمة بانعقاد الجلسة الختامية، حيث اضطلع السيد الرئيس بتسليم جوائز كوامي نكروما للتميز العلمي، تلاها جوائز الإنجازات المتعلقة بتمكين المرأة، وكذلك جائزة خاصة لمدير عام منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وأتبع ذلك قيام سيادته بإلقاء البيان الختامي للقمة.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام أعمال مؤتمر القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الإثنين الموافق ٢٠١٩/٢/١١)، في ختام أعمال مؤتمر القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي:

" بسم الله الرحمن الرحيم"

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي... ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة،

الأخوة والأخوات،

السيدات والسادة،

أود في مستهل حديثي أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمُشاركتكم الفاعلة ومُساهماتكم الصادقة في قمتنا، كما أُعيد الترحيب بالأشقاء من القادة الأفارقة المُشاركين بقمتنا للمرة الأولى، متمنيًا لهم التوفيق والسداد في مهامهم.

لقد استطعنا خلال يومين من العمل المكثف تحقيق نجاح ملموس يُضاف إلى سجل العمل الأفريقي المُشترك، وأبرزت مُناقشات القمة توافقنا حول أولويات تحركنا خلال عام ٢٠١٩ وفي مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القاري، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الأفريقية. كما بدا جليًا ضرورة إيلاء الاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات لنبني على التقدم المُحرز على جبهة بناء السلام، والعمل على تعزيز قُدرات الدولة الوطنية ودفع عجلة التنمية لتحصين كل تقدم نحرزه على مسار تحقيق السلام من الانتكاس، فضلًا عن تهيئة الأوضاع لعودة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت.

كما سيشهد العام الحالي استمرار الجهود المبذولة لإصلاح اتحادنا في إطار عملية إصلاح عميقة ودقيقة تقودها وتمتلكها الدول الأعضاء، تُفرز اتحادًا أكثر قوة ومفوضية أكثر كفاءة بما يمُكننا من تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية.

وسنعمل أيضًا خلال عام ٢٠١٩ على تعزيز أُسس التنمية المُستدامة بما يُطور من إمكانات مُجتمعاتنا، ويوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا، ويمهد الطريق نحو أفريقيا المزدهرة القوية، معتمدين في ذلك على علاج جذور الأزمات التي تعاني منها القارة، ومُسلطين جهودنا على حل أزمات النازحين والمهاجرين واللاجئين بشكل شامل وجذري، تتكاتف فيه جهود الدعم الإنساني العاجلة مع خطط بناء السلام وإعادة الإعمار، وكذا مساعي تعميق التنمية ووصول عائداتها لكافة ربوع القارة بشكل عادل.

كما شهدت قمتنا ترسيخ التضامن الأفريقي فيما يتعلق بمواقف قارتنا الموحدة إزاء العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها ضرورة تأمين التمويل الأممي لأنشطة السلم والأمن بالقارة لضمان استدامة السلام، وأهمية رفع الظلم الواقع على القارة الأفريقية فيما يتعلق بعضوية مجلس الأمن الدولي، واستمرار قارتنا في التعبير عن موقفها الموحد تجاه إصلاح مجلس الأمن وفقًا لتوافق إيزولويني وإعلان سرت، بالإضافة إلى تأكيد الملكية الوطنية لبرامج ومشاريع التنمية.

وسنعكف معًا كذلك في ٢٠١٩ على تعميق أواصر التعاون مع الشركاء الدوليين من مُنظمات دولية وتجمعات إقليمية وتكتلات اقتصادية ومؤسسات التمويل ودول فاعلة على الساحة الدولية، للعمل على تعزيز قُدرات القارة الصناعية وتطوير منظومة الاقتصاد الأفريقي، وتنويع مصادر الطاقة، والعمل سوياً على الحد من الآثار الضارة لظاهرة تغير المُناخ، لتتضافر الجهود في إطار من المصلحة المُشتركة لتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ وأهداف أجندة ٢٠٦٣ الأفريقية، بما يُعزز من صون السلم والأمن الدوليين.

لقد حان الوقت لنتخذ خطوات أكثر فاعلية لإشراك القطاع الخاص الأفريقي معنا في تنفيذ خطط وبرامج الاتحاد التنموية بمختلف المجالات، لا سيما وأن القارة الأفريقية واعدة ومليئة بالفرص، كما أن أبناء أفريقيا المُستثمرين يتطلعون للإسهام في بناء مُستقبل قارتهم.

الأخوة والأخوات،

في ختام أعمال قمتنا أتقدم لكافة الأشقاء من القادة الأفارقة بخالص الشكر والتقدير، لما أبدوه من حرص على المُشاركة في قمتنا ومعاونتي على تسيير أعمالها وإثراء مُناقشاتنا. كما أُعرب عن خالص التقدير للوفود المُرافقة على ما بذلوه من جهود خلال الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمةوأود تأكيد خالص الإعزاز والتقدير لدولة إثيوبيا الشقيقة قيادة وشعبًا لما لاقيناه من حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.

وأخيرًا وليس آخرًا، أود أن أعرب عن تقديري لكافة العاملين بمفوضية الاتحاد الأفريقي بدءًا من أصغر الموظفين، مرورًا بالسيدات والسادة المفوضين، ووصولًا للسيد رئيس المفوضية لما يبذلونه من جهود دؤوبة ومستمرة، وبالأخص في الإعداد لأعمال القمة السنوية، مُتطلعاً للتعاون معهم خلال الفترة القادمة لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، وإنجاز ما وجهت به اجتماعات القمة من خطط وبرامج، هادفين إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو أفريقيا التي نحلم بها، نامية مُزدهرة مُستقرة

شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

(اجتماعات السيد الرئيس عقب انتهاء القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي)

 

- اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر الاتحاد الأفريقي مع رئيس مفوضية الاتحاد

اجتمع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي مع كلٍ من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه ونائبه كويسي كوارتي، إلى جانب باقي السادة المفوضين بالاتحاد، وذلك في ختام زيارة السيد الرئيس إلى أديس أبابا عقب ترؤس سيادته للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.

رحب السيد الرئيس بلقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ومعاونيه، مثنيًا سيادته على أدائهم المتميز في إدارة المؤسسة، لا سيما في إطار الإعداد لاجتماعات القمة الأفريقية، ومُعربًا عن تطلع مصر لتكريس روح فريق العمل الواحد من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع رئيس المفوضية وطاقمه خلال الفترة المقبلة سعيًا نحو تحقيق المستهدفات المنشودة من الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام ٢٠١٩ على طريق تنفيذ أجندة التنمية في أفريقيا ٢٠٦٣، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية ويلبي تطلعات شعوبها ويعزز من دور الاتحاد على الساحة الدولية.

أكد السيد الرئيس اعتزام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي بذل كل الجهد لمواصلة التطور في مُختلف الموضوعات المطروحة على أجندة الاتحاد، لا سيما من خلال التركيز على قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي وتطوير منظومة العمل به، ومتابعة تنفيذ مقررات القمم الأفريقية في مختلف المجالات، والتعاون مع الشركاء الدوليين.

أكد السيد "فقيه" أهمية مصر وثقلها في القارة الأفريقية، لا سيما في ضوء كونها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقي، والتي مثلت الدعامة الأولى للعمل الأفريقي المشترك، مُعربًا عن تفاؤله بالرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي لتدعيم جهود تطبيق أجندة التنمية في أفريقيا ٢٠٦٣، خاصةً في ظل ما يتمتع به السيد الرئيس من خبرة ورؤية ثاقبة في التعامل مع قضايا القارة الأفريقية، ومشددًا على دعم المفوضية لسيادته في مهمة قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية من عمر الاتحاد والتي تفرض تحديات كبيرة تؤثر على مستقبل القارة ككل.

أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالبصمة المصرية الملحوظة في إطار دعم خطط التكامل الاقتصادي بالقارة وتطوير بنيتها التحتية وتعزيز التجارة البينية بها على وجه الخصوص، والحرص المصري على تحقيق طفرة إيجابية في هذا المجال، لا سيما من خلال استضافة عدد من الفعاليات القارية الهامة في هذا الصدد، كمنتدى أفريقيا للاستثمار الذي شارك فيه بنفسه كمتحدث رئيسي.

تناول اللقاء استعراض أهم الأحداث الرئيسية على أجندة الاتحاد الأفريقي خلال دورة الرئاسة المصرية؛ والتي يتمثل أبرزها في القمة الصيفية التنسيقية في النيجر، فضلًا عن قمم المشاركات الاستراتيجية مع اليابان والمجموعة العربية. كما تم عرض أهم الأولويات الموضوعية لمُختلف إدارات الاتحاد خلال العام الحالي، بما فيها موضوعات الصحة والتجارة والصناعة والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والإصلاح المالي والإداري للاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية اتخاذ القرار عن طريق الرئاسة المصرية للاتحاد والاستفادة من الدور التنسيقي للمفوضية في هذا الخصوص.

أكد السيد الرئيس لمسئولي المفوضية أن مصر ستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على استكمال مسيرة جهود الرؤساء السابقين للاتحاد لتلبية آمال وطموحات الشعوب الأفريقية في قارة قوية وموحدة من خلال دفع المشروعات والبرامج التي تستهدف المواطن الأفريقي بالأساس، منوهًا سيادته بالحمل الثقيل الملقى على عاتق مصر في هذا الصدد واعتزامها توفير كل الدعم المطلوب لإنجاح هذه المهمة، ومؤكدًا أن ذلك لن يكتمل إلا من خلال العمل الجماعي المتمثل في مساندة المفوضية وباقي الدول الأعضاء بالاتحاد.

 

- التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد بمقر الاتحاد الأفريقي

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا مع السيد بينديكت أوراماه، رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد.

أكد السيد الرئيس خلال اللقاء تقدير مصر للتعاون المشترك القائم مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، مشيدًا سيادته بدور البنك في تمويل وتعزيز التجارة البينية داخل أفريقيا وإلى خارجها.

أعرب السيد الرئيس عن تطلع مصر لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وذلك في ضوء عملية التنمية الشاملة والمستدامة الجاري تنفيذها في مصر، خاصةً في مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل الواردات المصرية الاستراتيجية، وتعزيز الصادرات المصرية إلى أفريقيا، إلى جانب تشجيع انخراط البنك في دعم المشروعات القومية الجاري تنفيذها حالياً في مصر، وفي مقدمتها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

أعرب السيد الرئيس عن تقدير مصر لما بذله البنك من جهد في تنظيم النسخة الأولى من معرض التجارة البينية الأفريقية في ديسمبر الماضي بالقاهرة، وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والذي كنات نتائجه واستخلاصاته بمثابة قيمة مضافة لمسار دعم تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تعد المحرك الرئيسي لتعميق عملية التكامل الاقتصادي في أفريقيا، وهي العملية التي ستسعى مصر بكل قوتها لدفعها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ بهدف العمل على إدخال الاتفاقية حيز النفاذ قبل انتهاء دورة الرئاسة المصرية.

ثمًًن رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد علاقات التعاون الوطيدة مع مصر ومؤسساتها المالية المختلفة، مشيدًا بنجاح مصر في تنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي، والذي ساهم في التعافي التدريجي للاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات النمو وتعظيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذي يعتبر نموذجًا يحتذى به لباقي الدول الأفريقية للاستفادة من التجربة والخبرة المصرية في هذا الصدد.

استعرض السيد "أوراماه" خطة البنك للمشروعات والبرامج المزمع تنفيذها خلال المرحلة المستقبلية، مؤكدًا حرص البنك على توسيع أنشطته في مصر، والعمل مع الحكومة على دعم التجارة بين مصر والدول الأفريقية.

 

- التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسيد "أكينومي أديسينا " رئيس البنك الأفريقي للتنمية

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا السيد أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية.

رحب السيد الرئيس بتنامي علاقات التعاون المشترك بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية، معربًا سيادته في هذا الصدد عن تقديره لدور البنك في دعم القطاعات التنموية بالقارة الأفريقية.

أكد السيد الرئيس تطلع مصر لاستمرار وزيادة حجم التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات التنموية، وذلك في ضوء الجهود المتعددة الجارية من أجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وكذلك القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري ونموه المطرد، فضلًا عما يتمتع به من مزايا ومقومات وفرص استثمارية واعدة، لا سيما في مجالات مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية الأساسية والنقل والمواصلات، إلى جانب مشروعات الشباب والمرأة، ومشروعات التعاون الفني الموجهة للقطاعات التي تستهدف الاستثمار في رأس المال البشري كالتعليم والصحة.

أكد السيد الرئيس كذلك اهتمام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ بتعزيز التعاون مع البنك لدفع مبادرات الاندماج الإقليمي وعملية التكامل الاقتصادي ومشروعات الربط بين الدول الأفريقية، وذلك في إطار جهود تدعيم مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي على مستوى القارة وتعزيز حجم التجارة البينية.

أشاد السيد "أديسينا" باستمرار التحسن في أداء الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة مع مواصلة تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على العديد من المؤشرات الاقتصادية، مثمنًا على وجه الخصوص استراتيجية الدولة لإقامة المشروعات القومية الكبرى، بما تستوعبه من أعداد كبيرة من عمالة الشباب، فضلًا عن الخطط متوسطة وطويلة الأجل التي تطبقها الدولة في مجال البنية الأساسية، والتي تمثل أهمية حيوية كعنصر محفز للنشاط الاقتصادي والتجاري.

أشار رئيس البنك الأفريقي للتنمية كذلك إلى اهتمام البنك خلال الفترة الحالية بتشجيع التكامل الاقتصادي القاري، وتمويل المشروعات العابرة للحدود، وذلك في إطار دعم مبادرات الاندماج الإقليمي بين دول القارة في مجالات تحقيق التنمية المستدامة، مع استعراض إمكانية الاستفادة في هذا الخصوص من القدرات الفنية المصرية لمختلف الدول الأفريقية، بما يمثل فرصة هامة لتدعيم التعاون والتكامل الإقليمي عبر القارة من خلال البنك، لا سيما في ضوء اهتمام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي بتعزيز ذلك التوجه.

 

Icon
Icon
Icon
٠٨ / ٠٢ / ٢٠١٩ - ١٢ / ٠٢ / ٢٠١٩

القمة الأفريقية الثانية والثلاثين

- توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أديس بابا لتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي

توجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة تاريخية وتسلمَ سيادته رئاسة الاتحاد الأفريقي يوم الأحد ١٠ فبراير الجاري ولمدة عام، ثم ترأس سيادته لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد.

رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، للمرة الأولى منذ نشأته عام ٢٠٠٢ خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية، تعد تتويجًا لجهود مصر بقيادة السيد الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيدًا لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير الذي انعكس بالمقابل في منح مصر والسيد الرئيس الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية الدؤوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية في غدٍ أفضل وقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التي تواجه القارة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف الأفريقية المشتركة للتعامل مع تلك التحديات ولتضطلع أفريقيا بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق الحثيث ما بين مصر وأشقائها من الدول الأفريقية. 

عُقدت القمة الافريقية  تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، والذي يأتي اختياره مواكبًا لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقًا لمُقاربة شاملة في إطار من المسئولية الجماعية.

شهدت أعمال القمة تناولًا مكثفًا لعدد من أهم الموضوعات التي تشغل الشعوب الأفريقية، والتي تندرج بالأساس تحت محوري التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد الأفريقي.

بالنسبة للمحور التنموي؛ فناقشت القمة عددًا من موضوعات التنمية المستدامة في إطار أجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣، أبرزها مسألة التكامل والاندماج الإقليمي من خلال تطوير البنية التحتية القارية ومشروعات الربط القاري، ومتابعة جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتعظيم التنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات لحشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية في أفريقيا، ودفع المساعي القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبي لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا. 

فيما يتعلق بمحور السلم والأمن؛ فتم التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات في أفريقيا، فضلًا عن المساعي القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام ٢٠٢٠، وكذلك جهود إعادة إحياء السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الأفريقية.

 

(فعاليات اليوم الأول)

 

- استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الكونغو الديمقراطية

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، السيد فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بمقر إقامة سيادته بأديس أبابا.

قام السيد الرئيس بتجدد التهنئة للرئيس "تشيسيكيدي" على الثقة التي منحها إياه الشعب الكونغولي الشقيق عقب نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية التي أجرتها الكونغو الديمقراطية مؤخرًا، مشيدًا سيادته في هذا الإطار بالوعي الشعبي لأهمية تلك الانتخابات ودعم نتائجها في الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد، الأمر الذي أفضى إلى التوافق حول الانتقال الهادىء للسلطة إلى الرئيس المنتخب، ومؤكدًا عزم مصر الاستمرار في تقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية تمثل نموذجًا للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل.

ثمًًن الرئيس "تشيسيكيدي" تميز علاقات الصداقة والروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين، مؤكدًا حرصه على الاستمرار في تدعيم تلك العلاقات على جميع الأصعدة، لا سيما في إطار المجالات التنموية والفنية المختلفة، وذلك بالتوازي مع دفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين وتعظيم آليات التشاور والتنسيق بينهما في شتى المحاور.

أشاد الرئيس الكونغولي بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على السلام والاستقرار في الكونغو الديمقراطية بعيدًا عن أي دوافع شخصية، والمساندة الدبلوماسية الحثيثة لها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، مستعرضًا في هذا الصدد التطورات الخاصة بالمسار السياسي في البلاد في أعقاب نجاح الانتخابات.

أعرب سيادته عن تقدير مصر العميق لحرص الرئيس "تشيسيكيدي" على تعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة، مثمنًا سيادته في هذا الصدد موقف الكونغو الديمقراطية المساند لمصر فيما يتعلق بموضوعات مياه النيل، ومؤكدًا تطلعنا لأن تكون التطورات الجارية في الكونغو الديمقراطية بمثابة القوة الدافعة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها من خلال الاستفادة من الموارد الغنية والقدرات البشرية التي تمتلكها، مع التشديد على أن مصر ستواصل العمل على دعم الشعب الكونغولي الشقيق سياسيًا وتنمويًا لضمان الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، سواء من خلال رئاستنا المرتقبة للاتحاد الأفريقي أو أطر التعاون الثنائي القائمة.

أكد السيد الرئيس تطلع مصر للارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور السياسي الثنائي مع الكونغو الديمقراطية، لا سيما من خلال عقد اللجنة المشتركة بين الجانبين، كما وجه السيد الرئيس الدعوة للرئيس الكونغولي لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة.

 

- استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سكرتير عام الأمم المتحدة

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (السبت الموافق ٢٠١٩/٢/٩)، السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك بمقر إقامة سيادته بأديس أبابا.

أعرب سيادته عن ترحيبه بلقاء سكرتير عام الأمم المتحدة، مؤكدًا سيادته تطلع مصر لأن تشهد فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي نقلة نوعية في اتجاه تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد والأمم المتحدة، وذلك تحت مظلة الأطر القائمة للتعاون بين المنظمتين، لا سيما في مجالي السلم والأمن والتنمية.

استعرض السيد الرئيس في هذا الإطار تصور مصر للأولويات والمحاور الموضوعية التي تعتزم الدفع بها في إطار الاتحاد الأفريقي خلال عام الرئاسة المصرية، والتي تستهدف بالأساس مواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندتي التنمية القارية والأممية في أفريقيا، ودفع مشروعات التكامل والاندماج الإقليمي، فضلًا عن تحقيق خطوات ملموسة على مسار تسوية النزاعات والوقاية منها في مختلف ربوع القارة، وكذلك استكمال وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها.

أكد السيد الرئيس كذلك ضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستوى الدولي لعملية الإصلاح داخل الأمم المتحدة، أخذًا في الاعتبار أهمية مشاركة القارة الأفريقية بصورة مؤثرة في عملية الإصلاح، منوهًا سيادته في هذا الخصوص إلى حرص مصر على الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتعزيز فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمي الراهن.

هنأ السيد "جوتيريش"، الرئيس عبد الفتاح السيسي على تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى تعويل الأمم المتحدة على القاهرة في تعزيز أوجه التعاون والتكامل مع الاتحاد، ومعربًا عن تقديره للتعاون الممتد بين مصر والأمم المتحدة، لا سيما من خلال المشاركة المصرية الفعالة في مختلف أنشطة المنظمة، ومؤكدًا دور مصر المحوري في أفريقيا، وحرص الجانب الأممي على تعزيز التعاون مع مصر لإرساء التنمية في محيطها الجغرافي المضطرب وصون السلم والأمن الإقليميين.

استعرض سكرتير عام الأمم المتحدة آخر تطورات عملية إصلاح الأمم المتحدة، لا سيما ما يتعلق بإعطاء الأولوية لجهود الوقاية من النزاعات لتحقيق استدامة السلام، وتفعيل المنظومة التنموية، مثمنًا في هذا الخصوص حرص مصر على استمرار التنسيق والتشاور مع المنظمة الأممية لدفع دورها.

شهد اللقاء تباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، خاصة الأوضاع فى كل من ليبيا ومنطقة القرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، حيث استعرض المسئول الأممي الجهود التي تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لمختلف تلك القضايا، كما أكد السيد الرئيس ثوابت سياسة مصر الخارجية في هذا الصدد التى تستند على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الدول وصون مقدرات شعوبها ودعم مؤسساتها الوطنية، وقد تم التوافق بشأن أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف خلال الفترة القادمة بين مصر والأمم المتحدة إزاء مختلف الملفات الإقليمية، لا سيما في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.

 

(فعاليات اليوم الثاني)

 

-  شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية مع كل من رئيس السودان ورئيس وزراء إثيوبيا

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، بأديس أبابا في قمة ثلاثية مع كل من الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد. ثم جاءت القمة الثلاثية امتدادًا للقاءات التي انطلقت بين زعماء الدول الثلاث منذ القمة الأفريقية في يناير ٢٠١٨، والتي تهدف بالأساس إلى توفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة، والتغلب على أية عراقيل في هذا الصدد، والعمل على تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا.

أكد السيد الرئيس في هذا الصدد أهمية العمل على ضمان إتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث، ويحول دون الافتئات على حقوق الأخرى.

أكد قادة الدول الثلاث خلال القمة الحاجة إلى مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد، تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة.

اتفق الزعماء الثلاثة على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات، والعمل المشترك لتحقيق التنمية لشعوب الدول الثلاث، من خلال العمل على التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، أخذًا في الاعتبار ما يجمع الدول الثلاث من مصير واحد.

تطرقت القمة الثلاثية إلى مُجمل أبعاد العلاقات القائمة بين الدول الثلاثة، وسبل تعزيز التعاون بينها، مع الاستمرار في التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

- شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، في افتتاح أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، والتي انعقدت خلال الفترة من ١٠ - ١١ فبراير الجاري بأديس أبابا. ثم القى سيادته الكلمة الافتتاحية للقمة، وذلك عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي من رواندا.

حيث تضمنت رؤية مصر تجاه سبل وآليات تعزيز العمل الأفريقي المشترك من أجل إيجاد عالم أفضل للشعوب الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بملفات التنمية، وتمكين المرأة والشباب، والسلم والأمن، والعلاقة مع الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد الأفريقي من الدول والمنظمات المانحة، فضلًا عن تناول أبرز محاور الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصةً من خلال تعزيز مساعي تحقيق التكامل الإقليمي في القارة عن طريق تطوير البنية التحتية الأفريقية، وكذلك دفع جهود الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية، وتطوير أنشطة الدبلوماسية الوقائية وإعادة الإعمار في القارة للحيلولة دون تفشي النزاعات بالقارة.

كما ناقشت الجلسة الافتتاحية موضوع عام ٢٠١٩ "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، حيث أكد السيد الرئيس أهمية العمل على تعزيز التعاون لمعالجة التحديات المتعلقة بتفشي ظاهرة اللجوء والنزوح بالقارة وابتكار حلول عملية سريعة التأثير وقوية المردود للتغلب عليها.

أعقبت الجلسة الافتتاحية جلسة مغلقة للقادة الأفارقة للتباحث بشأن تقرير حالة السلم والأمن في القارة، والذي استعرض الموقف بالنسبة لعدد من الأزمات في أفريقيا، وكذا جهود تطوير هيكل السلم والأمن الأفريقي، لا سيما في ضوء الانفراجة التي شهدتها الفترة الماضية في عدد من الملفات، كالقرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، فضلًا عن عرض مستجدات تطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام ٢٠٢٠، والتي تستند إلى رؤية طموحة لتحقيق التنمية كأساس للتحرك على طريق تحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات في القارة.

أشار السيد الرئيس إلى التهديدات الإرهابية التي تفاقمت في العديد من أركان أفريقيا، مستعرضًا سيادته في هذا الصدد تجربة مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومؤكدًا أن تماسك المؤسسات الوطنية في الدول الأفريقية وتعزيز التعاون الأمني فيما بينها سيؤدي دون شك إلى دحر كافة الكيانات الإرهابية المتوطنة بالقارة وسيجعل منها ظاهرةً عارضة.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

نص كلمة السيد الرئيس (الأحد الموافق ٢٠١٩/٢/١٠)، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي:

" بسم الله الرحمن الرحيم"

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي... ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة،

الأخوة والأخوات،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن استهل كلمتي بالإعراب عن الامتنان والتقدير لأخي رئيس الوزراء أبي أحمد، وشعب إثيوبيا الشقيق على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أتقدم بالشكر لأخي فخامة الرئيس بول كاجامي على ما بذله من جهود صادقة لدفع العمل الأفريقي المُشترك وعلى جهده الدؤوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح الاتحاد الأفريقي، بما يجعله أكثر قدرة على إنجاز المسئوليات الهامة الموكلة إليه في ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التي تجابه المصالح الأفريقية، وأؤكد أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذي بدأناه سويًا للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخًا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعيًا نحو تطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الأفريقية.

أعربُ عن خالص التهاني لفخامة الأخ الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، بمناسبة اختياره لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي عام ٢٠٢٠، وكلي إيمان أن تعاوننا كترويكا رئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية في إطار العمل الأفريقي المُشترك، ويُعزز من تضامننا الأفريقي.
ويُسعدني كذلك أن أُرحب بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي، مُهنئًا إياهم بثقة شعوبهم، ومتمنيًا لهم خالص التوفيق والسداد في مهامهم، ومُتطلعًا للتعاون معهم لتعزيز العمل الأفريقي المُشترك.

السيدات والسادة،

أود أن أتوجه بالشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالي على الشرف الرفيع والثقة الغالية التي أوليتموها إلى مصر لقيادة دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام ٢٠١٩، الذي يمثل قمة العمل الأفريقي المشترك، والذي تجلى في أبهى صوره في ثورات التحرر الوطني في أفريقيا منذ خمسينات القرن الماضي، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح السياسي ضد الاستعمار كمحور مهم في سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهةً أساسيةً لكل الحركات الأفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطني من الاستعمار.
وها أنا أقف أمامكم اليوم، واعيًا لحجم المسئولية الكبيرة التي عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الأفريقي المُشترك في ظرف دولي وقاري دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية، في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوبوليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معًا للتدبر والتداول في شئون قارتنا المجيدة، وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا.

ولقد مضى أكثر من نصف قرنٍ على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا سويًا لبنة الوحدة الأفريقية هنا بأديس أبابا في مايو ١٩٦٣، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر" ليكن ميثاقًا لكل أفريقيا، ولتُعقد اجتماعات على كل المُستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق أفريقية مُشتركة"، كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلًا أمامنامُنذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت أفريقيا أن تقطع شوطاً طويلًا، واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام، وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار، وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري لدولنا وشعوبنا، سعيًا نحو بناء الإنسان الأفريقي. كما ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعًا هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الأفريقي، وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التي نستهدفها ونتطلع إليها، وكما قال الزعيم الغاني الراحل كوامي نكروما " في انقسامنا ضعف، وفي اتحادنا يمكن لأفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى في العالم".

السيدات والسادة،

أود في هذا المقام تأكيد أهمية ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية"، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجهنا. فأفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي والسقوط في براثن الأنماط المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التي لا تلائم واقعها. وبالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق في كافة أرجاء القارة بحلول عام ٢٠٢٠، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلًا لإنهاء الاقتتال في أفريقيا، وعلينا أن نستمر في السعي سويًا لطي تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات في أفريقيا، والتي نالت من آمال التنمية بالقارة.

كما يتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمُعالجة جذور الأزمات، ومن هنا أدعوكم أشقائي قادة أفريقيا للعمل معًا على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها، وتساهم في التئام جروح مجتمعاتنا. ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، والذي تستضيفه القاهرة، في أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية الدولة وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.

ويستمر العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل شامل ومُستدام كهدف استراتيجي لقارتنا، وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الأفريقي، كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية، لتتكامل دون تقاطع، بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات.
ويظل الإرهاب سرطانًا خبيثًا يسعى للتغلغل في أجساد الأوطان الأفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها. إن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سوياً في إطار جماعي وكاشف، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها، تظل هي الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يُقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التي تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية.
إن جسر الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجني الشعوب لثمار التنمية، يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية، ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية، وفي هذا الإطار يسعدني الإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامة خلال عام ٢٠١٩، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، لنبحث معاً آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقاً ملموساً في حياة الشعوب ويبث الأمل في نفوسهم.

السيدات والسادة،

تعقد قمة الاتحاد الأفريقي اليوم تحت عنوان "المهاجرون والعائدون والنازحون، نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عَرَض لأمراض مُتعددة؛ فانتشار النزاعات، ووحشية الإرهاب، وهمجية التطرف، وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشي الجفاف، كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم، لاسيما وأن آثار تلك الأزمات تنعكس على أفريقيا بالمقام الأول، حيثُ تصل أعداد اللاجئين إلى نحو ٨ مليون لاجئ ٩٠٪ منهم لاجئين داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى حوالي ١٨ مليون نازح، وهو ما يحثُنا على تبني مُقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدرٍ من فرص العمل لمواطني القارة، واعتماد برامج إعادة إعمار مُستنيرة تُعيد تأهيل المُجتمعات وتهيئ الظروف لعودة النازحين لديارهم، فضلاً عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية مُتكاملة وجاذبة في أنحاء القارة لتوظيف الأيدي العاملة والعقول الأفريقية وإبقائها في أحضان قارتها الأم.

كما ينبغي في ذات السياق تكثيف تعاوننا العلمي للاستفادة من قُدرات القارة الطبيعية في تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المُتجددة والنظيفة، بما يُسهم في تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المُناخ التي نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا، وإذ تلتزم أفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقاً لاتفاق باريس للمُناخ، فإنها تدعو دول العالم المُتقدم إلى الالتزام بتعهداتها، لا سيما وأن هذه الدول هي الأكثر تأثيراً على مُناخ الأرض والأكثر استفادةً من مواردها.

السيدات والسادة،

استطاعت أفريقيا تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مُشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية مُتعددة الأطراف، الأمر الذي يحثنا على ترسيخ التوافق الأفريقي للدفاع عن المصالح الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل في امتلاكها لبرامج التنمية، وحق أفريقيا التاريخي في تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولي بما يعكس الموقف الأفريقي الموحد وفقًا لتوافق إيزوِلويني وإعلان سرت.
ويومًا تلو الآخر تستعيد المرأة الأفريقية العظيمة دورها المحوري في المساهمة في قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدي لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد. إليكن سيدات أفريقيا أقول، إن أمامكن الأُفق مضيئاً إلى مُنتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الأفريقية.
وإلى شباب أفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونُعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى مما ورثناها، وأن نفتح لكم أفاقًا أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدواتاً تمكنكم من قيادة دفة أفريقيا الآمنة القوية. وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائمًا بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا في مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم في براثن الإرهاب.
وإلى شرُكاء أفريقيا بدول العالم أقول، أن الشراكة مع أفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصاديًا وتنمويًا.

إن أفريقيا وهي تحرصُ على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الأفريقي مع مُختلف الشركاء الدوليين مُستهدفين بناء القُدرات الأفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي بأفريقيا.
ومن هذا المنبر توجه أفريقيا الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية مُتعددة الجنسيات للاستثمار في قارتنا، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مُهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مُستقبل قارتنا في شتى المجالات لا يلين.
وأُطالب مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها في تمويل التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قُدرات القارة بما يُسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دومًا أن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها. وقد آن الأوان لكي تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه أفريقيا، وتقدم شروطاً ومعاييرًا مرنة تسهم في تحقيق الدول الأفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة.

الأخوة والأخوات،

إن نجاحنا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدي يدًا واحدةً، وبالتالي علينا أن نعمل سويًا على تذليل المعوقات التي تواجه تعميق العمل الأفريقي المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور:
أولها: تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمي في أفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، لا سيما في إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقي كمشروع ربط القاهرة بريًا بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا.

وثاني هذه المحاور: هو دفع الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهو أحد أهم أولويات الاتحاد الأفريقي بما يساهم في تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الأفريقية على المستوى العالمي، وبالتالي تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها في أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل سويًا على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الأفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا.
ويمثل المحور الثالث والأخير: تتويجًا للمحورين السابقين، وهو السعي لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذي يتطلب بشكل رئيسي حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا.

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

إن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدي وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الأفريقية، ومن ثم فإن العمل الأفريقي المشترك لم يعد اختيارًا أمامنا وإنما أصبح أمرًا حتميًا في ظل ظرف دولي مليء بالتحديات والصعوبات التي لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادي، ومن هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجي أننا نعني ما نقول، وأن التضامن الأفريقي كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعارًا نظريًا. لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التي قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذي سميت هذه القاعة تيمنًا به، "أنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه"، ومن واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين وإلهامٍ لا ينضب في الاستناد طواعيةً وتحمسًا على صخرة التضامن الأفريقي التي طالما عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها.

تحيا أفريقيا وتحيا شعوبها العظيمة....

شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

 

(فعاليات اليوم الثالث)

 

- ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية

ترأس السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الإثنين الموافق ٢٠١٩/٢/١١)، بأديس أبابا أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.

شهد اليوم الثاني من القمة الأفريقية تحت رئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مغلقة تناولت التباحث بشأن عدد من التقارير المقدمة من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لاطلاع الاتحاد علي آخر المستجدات في الموضوعات ذات الاهتمام للقارة الأفريقية، ومن أهمها موضوعات تغير المناخ، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة من خلال أجندة أفريقيا ٢٠٦٣، والاندماج السياسي القاري، ومكافحة الفساد، ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتطوير كافة جوانب قطاع الصحة، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

اعتماد عدد من الصكوك والآليات القانونية التابعة للاتحاد الأفريقي، وهي معاهدة إنشاء الوكالة الأفريقية للأدوية، والنظام الأساسي للجنة الأفريقية للسمعيات والبصريات والسينما، والنظام الأساسي لإنشاء المعهد الأفريقي الدولي لتعليم النساء والفتيات في أفريقيا، وسياسة الاتحاد الأفريقي للعدالة الانتقالية.

شهدت كذلك الجلسة المغلقة اعتماد عدد من التعيينات في بعض لجان وأجهزة الاتحاد الأفريقي، وهي لجنة الاتحاد الأفريقي للقانون الدولي، واللجنة الأفريقية للخبراء حول حقوق الطفل ورفاهيته، ومجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد، ومجلس السلم والأمن، وتعيين خمسة أعضاء في لجنة الشخصيات الأفريقية البارزة المعنية بتقييم المرشحين لمناصب المفوضين.

أما بالنسبة لاعتماد المقررات الصادرة عن القمة؛ فقد أوكل إلى السيد الرئيس ريادة موضوع "إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات" بالاتحاد الأفريقي، وذلك في إطار العمل على ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" للحيلولة دون انتكاس بؤر النزاعات بالقارة، وربط تحقيق الاستقرار والسلام بالتنمية بما يراعي خصوصية دول القارة ويحمي حقها في الملكية الوطنية لمسار إعادة الإعمار والتنمية بها. كما تم اعتماد قرار المجلس التنفيذي بإسناد استضافة وكالة الفضاء الأفريقية لمصر.

أنتهت أعمال القمة بانعقاد الجلسة الختامية، حيث اضطلع السيد الرئيس بتسليم جوائز كوامي نكروما للتميز العلمي، تلاها جوائز الإنجازات المتعلقة بتمكين المرأة، وكذلك جائزة خاصة لمدير عام منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وأتبع ذلك قيام سيادته بإلقاء البيان الختامي للقمة.

 

- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام أعمال مؤتمر القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي

كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الإثنين الموافق ٢٠١٩/٢/١١)، في ختام أعمال مؤتمر القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي:

" بسم الله الرحمن الرحيم"

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي... ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية،

صاحب الفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة،

الأخوة والأخوات،

السيدات والسادة،

أود في مستهل حديثي أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمُشاركتكم الفاعلة ومُساهماتكم الصادقة في قمتنا، كما أُعيد الترحيب بالأشقاء من القادة الأفارقة المُشاركين بقمتنا للمرة الأولى، متمنيًا لهم التوفيق والسداد في مهامهم.

لقد استطعنا خلال يومين من العمل المكثف تحقيق نجاح ملموس يُضاف إلى سجل العمل الأفريقي المُشترك، وأبرزت مُناقشات القمة توافقنا حول أولويات تحركنا خلال عام ٢٠١٩ وفي مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القاري، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الأفريقية. كما بدا جليًا ضرورة إيلاء الاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات لنبني على التقدم المُحرز على جبهة بناء السلام، والعمل على تعزيز قُدرات الدولة الوطنية ودفع عجلة التنمية لتحصين كل تقدم نحرزه على مسار تحقيق السلام من الانتكاس، فضلًا عن تهيئة الأوضاع لعودة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت.

كما سيشهد العام الحالي استمرار الجهود المبذولة لإصلاح اتحادنا في إطار عملية إصلاح عميقة ودقيقة تقودها وتمتلكها الدول الأعضاء، تُفرز اتحادًا أكثر قوة ومفوضية أكثر كفاءة بما يمُكننا من تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية.

وسنعمل أيضًا خلال عام ٢٠١٩ على تعزيز أُسس التنمية المُستدامة بما يُطور من إمكانات مُجتمعاتنا، ويوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا، ويمهد الطريق نحو أفريقيا المزدهرة القوية، معتمدين في ذلك على علاج جذور الأزمات التي تعاني منها القارة، ومُسلطين جهودنا على حل أزمات النازحين والمهاجرين واللاجئين بشكل شامل وجذري، تتكاتف فيه جهود الدعم الإنساني العاجلة مع خطط بناء السلام وإعادة الإعمار، وكذا مساعي تعميق التنمية ووصول عائداتها لكافة ربوع القارة بشكل عادل.

كما شهدت قمتنا ترسيخ التضامن الأفريقي فيما يتعلق بمواقف قارتنا الموحدة إزاء العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها ضرورة تأمين التمويل الأممي لأنشطة السلم والأمن بالقارة لضمان استدامة السلام، وأهمية رفع الظلم الواقع على القارة الأفريقية فيما يتعلق بعضوية مجلس الأمن الدولي، واستمرار قارتنا في التعبير عن موقفها الموحد تجاه إصلاح مجلس الأمن وفقًا لتوافق إيزولويني وإعلان سرت، بالإضافة إلى تأكيد الملكية الوطنية لبرامج ومشاريع التنمية.

وسنعكف معًا كذلك في ٢٠١٩ على تعميق أواصر التعاون مع الشركاء الدوليين من مُنظمات دولية وتجمعات إقليمية وتكتلات اقتصادية ومؤسسات التمويل ودول فاعلة على الساحة الدولية، للعمل على تعزيز قُدرات القارة الصناعية وتطوير منظومة الاقتصاد الأفريقي، وتنويع مصادر الطاقة، والعمل سوياً على الحد من الآثار الضارة لظاهرة تغير المُناخ، لتتضافر الجهود في إطار من المصلحة المُشتركة لتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ وأهداف أجندة ٢٠٦٣ الأفريقية، بما يُعزز من صون السلم والأمن الدوليين.

لقد حان الوقت لنتخذ خطوات أكثر فاعلية لإشراك القطاع الخاص الأفريقي معنا في تنفيذ خطط وبرامج الاتحاد التنموية بمختلف المجالات، لا سيما وأن القارة الأفريقية واعدة ومليئة بالفرص، كما أن أبناء أفريقيا المُستثمرين يتطلعون للإسهام في بناء مُستقبل قارتهم.

الأخوة والأخوات،

في ختام أعمال قمتنا أتقدم لكافة الأشقاء من القادة الأفارقة بخالص الشكر والتقدير، لما أبدوه من حرص على المُشاركة في قمتنا ومعاونتي على تسيير أعمالها وإثراء مُناقشاتنا. كما أُعرب عن خالص التقدير للوفود المُرافقة على ما بذلوه من جهود خلال الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمةوأود تأكيد خالص الإعزاز والتقدير لدولة إثيوبيا الشقيقة قيادة وشعبًا لما لاقيناه من حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.

وأخيرًا وليس آخرًا، أود أن أعرب عن تقديري لكافة العاملين بمفوضية الاتحاد الأفريقي بدءًا من أصغر الموظفين، مرورًا بالسيدات والسادة المفوضين، ووصولًا للسيد رئيس المفوضية لما يبذلونه من جهود دؤوبة ومستمرة، وبالأخص في الإعداد لأعمال القمة السنوية، مُتطلعاً للتعاون معهم خلال الفترة القادمة لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، وإنجاز ما وجهت به اجتماعات القمة من خطط وبرامج، هادفين إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو أفريقيا التي نحلم بها، نامية مُزدهرة مُستقرة

شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

(اجتماعات السيد الرئيس عقب انتهاء القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي)

 

- اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر الاتحاد الأفريقي مع رئيس مفوضية الاتحاد

اجتمع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي مع كلٍ من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه ونائبه كويسي كوارتي، إلى جانب باقي السادة المفوضين بالاتحاد، وذلك في ختام زيارة السيد الرئيس إلى أديس أبابا عقب ترؤس سيادته للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.

رحب السيد الرئيس بلقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ومعاونيه، مثنيًا سيادته على أدائهم المتميز في إدارة المؤسسة، لا سيما في إطار الإعداد لاجتماعات القمة الأفريقية، ومُعربًا عن تطلع مصر لتكريس روح فريق العمل الواحد من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع رئيس المفوضية وطاقمه خلال الفترة المقبلة سعيًا نحو تحقيق المستهدفات المنشودة من الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام ٢٠١٩ على طريق تنفيذ أجندة التنمية في أفريقيا ٢٠٦٣، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية ويلبي تطلعات شعوبها ويعزز من دور الاتحاد على الساحة الدولية.

أكد السيد الرئيس اعتزام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي بذل كل الجهد لمواصلة التطور في مُختلف الموضوعات المطروحة على أجندة الاتحاد، لا سيما من خلال التركيز على قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي وتطوير منظومة العمل به، ومتابعة تنفيذ مقررات القمم الأفريقية في مختلف المجالات، والتعاون مع الشركاء الدوليين.

أكد السيد "فقيه" أهمية مصر وثقلها في القارة الأفريقية، لا سيما في ضوء كونها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقي، والتي مثلت الدعامة الأولى للعمل الأفريقي المشترك، مُعربًا عن تفاؤله بالرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي لتدعيم جهود تطبيق أجندة التنمية في أفريقيا ٢٠٦٣، خاصةً في ظل ما يتمتع به السيد الرئيس من خبرة ورؤية ثاقبة في التعامل مع قضايا القارة الأفريقية، ومشددًا على دعم المفوضية لسيادته في مهمة قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية من عمر الاتحاد والتي تفرض تحديات كبيرة تؤثر على مستقبل القارة ككل.

أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالبصمة المصرية الملحوظة في إطار دعم خطط التكامل الاقتصادي بالقارة وتطوير بنيتها التحتية وتعزيز التجارة البينية بها على وجه الخصوص، والحرص المصري على تحقيق طفرة إيجابية في هذا المجال، لا سيما من خلال استضافة عدد من الفعاليات القارية الهامة في هذا الصدد، كمنتدى أفريقيا للاستثمار الذي شارك فيه بنفسه كمتحدث رئيسي.

تناول اللقاء استعراض أهم الأحداث الرئيسية على أجندة الاتحاد الأفريقي خلال دورة الرئاسة المصرية؛ والتي يتمثل أبرزها في القمة الصيفية التنسيقية في النيجر، فضلًا عن قمم المشاركات الاستراتيجية مع اليابان والمجموعة العربية. كما تم عرض أهم الأولويات الموضوعية لمُختلف إدارات الاتحاد خلال العام الحالي، بما فيها موضوعات الصحة والتجارة والصناعة والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والإصلاح المالي والإداري للاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية اتخاذ القرار عن طريق الرئاسة المصرية للاتحاد والاستفادة من الدور التنسيقي للمفوضية في هذا الخصوص.

أكد السيد الرئيس لمسئولي المفوضية أن مصر ستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على استكمال مسيرة جهود الرؤساء السابقين للاتحاد لتلبية آمال وطموحات الشعوب الأفريقية في قارة قوية وموحدة من خلال دفع المشروعات والبرامج التي تستهدف المواطن الأفريقي بالأساس، منوهًا سيادته بالحمل الثقيل الملقى على عاتق مصر في هذا الصدد واعتزامها توفير كل الدعم المطلوب لإنجاح هذه المهمة، ومؤكدًا أن ذلك لن يكتمل إلا من خلال العمل الجماعي المتمثل في مساندة المفوضية وباقي الدول الأعضاء بالاتحاد.

 

- التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد بمقر الاتحاد الأفريقي

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا مع السيد بينديكت أوراماه، رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد.

أكد السيد الرئيس خلال اللقاء تقدير مصر للتعاون المشترك القائم مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، مشيدًا سيادته بدور البنك في تمويل وتعزيز التجارة البينية داخل أفريقيا وإلى خارجها.

أعرب السيد الرئيس عن تطلع مصر لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وذلك في ضوء عملية التنمية الشاملة والمستدامة الجاري تنفيذها في مصر، خاصةً في مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل الواردات المصرية الاستراتيجية، وتعزيز الصادرات المصرية إلى أفريقيا، إلى جانب تشجيع انخراط البنك في دعم المشروعات القومية الجاري تنفيذها حالياً في مصر، وفي مقدمتها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

أعرب السيد الرئيس عن تقدير مصر لما بذله البنك من جهد في تنظيم النسخة الأولى من معرض التجارة البينية الأفريقية في ديسمبر الماضي بالقاهرة، وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والذي كنات نتائجه واستخلاصاته بمثابة قيمة مضافة لمسار دعم تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تعد المحرك الرئيسي لتعميق عملية التكامل الاقتصادي في أفريقيا، وهي العملية التي ستسعى مصر بكل قوتها لدفعها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ بهدف العمل على إدخال الاتفاقية حيز النفاذ قبل انتهاء دورة الرئاسة المصرية.

ثمًًن رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد علاقات التعاون الوطيدة مع مصر ومؤسساتها المالية المختلفة، مشيدًا بنجاح مصر في تنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي، والذي ساهم في التعافي التدريجي للاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات النمو وتعظيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذي يعتبر نموذجًا يحتذى به لباقي الدول الأفريقية للاستفادة من التجربة والخبرة المصرية في هذا الصدد.

استعرض السيد "أوراماه" خطة البنك للمشروعات والبرامج المزمع تنفيذها خلال المرحلة المستقبلية، مؤكدًا حرص البنك على توسيع أنشطته في مصر، والعمل مع الحكومة على دعم التجارة بين مصر والدول الأفريقية.

 

- التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسيد "أكينومي أديسينا " رئيس البنك الأفريقي للتنمية

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (الثلاثاء الموافق ٢٠١٩/٢/١٢)، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا السيد أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية.

رحب السيد الرئيس بتنامي علاقات التعاون المشترك بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية، معربًا سيادته في هذا الصدد عن تقديره لدور البنك في دعم القطاعات التنموية بالقارة الأفريقية.

أكد السيد الرئيس تطلع مصر لاستمرار وزيادة حجم التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات التنموية، وذلك في ضوء الجهود المتعددة الجارية من أجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وكذلك القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري ونموه المطرد، فضلًا عما يتمتع به من مزايا ومقومات وفرص استثمارية واعدة، لا سيما في مجالات مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية الأساسية والنقل والمواصلات، إلى جانب مشروعات الشباب والمرأة، ومشروعات التعاون الفني الموجهة للقطاعات التي تستهدف الاستثمار في رأس المال البشري كالتعليم والصحة.

أكد السيد الرئيس كذلك اهتمام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ بتعزيز التعاون مع البنك لدفع مبادرات الاندماج الإقليمي وعملية التكامل الاقتصادي ومشروعات الربط بين الدول الأفريقية، وذلك في إطار جهود تدعيم مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي على مستوى القارة وتعزيز حجم التجارة البينية.

أشاد السيد "أديسينا" باستمرار التحسن في أداء الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة مع مواصلة تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على العديد من المؤشرات الاقتصادية، مثمنًا على وجه الخصوص استراتيجية الدولة لإقامة المشروعات القومية الكبرى، بما تستوعبه من أعداد كبيرة من عمالة الشباب، فضلًا عن الخطط متوسطة وطويلة الأجل التي تطبقها الدولة في مجال البنية الأساسية، والتي تمثل أهمية حيوية كعنصر محفز للنشاط الاقتصادي والتجاري.

أشار رئيس البنك الأفريقي للتنمية كذلك إلى اهتمام البنك خلال الفترة الحالية بتشجيع التكامل الاقتصادي القاري، وتمويل المشروعات العابرة للحدود، وذلك في إطار دعم مبادرات الاندماج الإقليمي بين دول القارة في مجالات تحقيق التنمية المستدامة، مع استعراض إمكانية الاستفادة في هذا الخصوص من القدرات الفنية المصرية لمختلف الدول الأفريقية، بما يمثل فرصة هامة لتدعيم التعاون والتكامل الإقليمي عبر القارة من خلال البنك، لا سيما في ضوء اهتمام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي بتعزيز ذلك التوجه.